للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٣٠٢٧ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ:

قَالَ النَّبِيُّ لِأَبِي ذَرٍّ حِينَ غَرَبَتِ الشَّمْسُ: (تَدْرِي أَيْنَ تَذْهَبُ). قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: (فَإِنَّهَا تَذْهَبُ حَتَّى تَسْجُدَ تَحْتَ الْعَرْشِ، فَتَسْتَأْذِنَ فَيُؤْذَنُ لَهَا، وَيُوشِكُ أَنْ تَسْجُدَ فَلَا يُقْبَلَ مِنْهَا، وَتَسْتَأْذِنَ فَلَا يُؤْذَنَ لَهَا، يُقَالُ لَهَا: ارْجِعِي مِنْ حَيْثُ جِئْتِ، فَتَطْلُعُ مِنْ مَغْرِبِهَا، فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿وَالشَّمْسُ تَجْرِي

⦗١١٧١⦘

لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ﴾).

[٤٥٢٤، ٤٥٢٥، ٦٩٨٨، ٦٩٩٦]


أخرجه مسلم في الإيمان، باب: بيان الزمن الذي لا يقبل فيه الإيمان، رقم: ١٥٩. (تسجد تحت العرش) تشبيه بغروبها، وهي منقادة لأمر الله تعالى وتسخيره، بانقياد الساجد من المكلفين، وهو يخر إلى أسفل، معلنا تمام انقياده وغاية خضوعه لأمر ربه جل وعلا. وكون ذلك تحت العرش فلأن السموات والأرض وغيرهما من العوالم كلها تحت العرش، ففي أي موضع سقطت وغربت فهو تحت العرش. على أن هذا الكلام لا يفسر الظواهر الكونية، وإنما يشير إلى الأسرار الكامنة وراء الظواهر، والتي أودعها الله ﷿ هذه العوالم، فهي من الغيب الذي اختص الله تعالى بعلمه، وأطلع على شيء منه بعض من اصطفاهم من خلقه، وعلى رأسهم
خاتم النبيين ، ليخبروا بذلك من أرسلوا إليهم، اختبارا لتصديقهم، وتمحيصا ليقينهم، وتثبيتا لإيمان من أسلم قلبه لله تعالى منهم، ولذا نجد أصحاب رسول الله ، وهو يخبرهم بذلك، لا يستفسرون عنه ولا يستوضحون، وإنما يصدقون ويستسلمون ويفوضون علم ما خفي عنهم إلى الله ﷿ وإلى رسوله ، ولا يكلفون أنفسهم عناء البحث فيما سكت عنه الكتاب والسنة، ولا يتطاولون إلى ما أدركت عقولهم أنه فوق قدرهم وطاقتهم، بعد أن آمنوا بالله تعالى ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد نبيا ورسولا. ونحن معاشر المؤمنين الصادقين، يسعنا ما وسعهم، لا سيما وهم الرعيل الأول الأسوة الحسنة، والنموذج الإيماني المثالي الصادق، سدد الله خطانا وحفظنا من نزعات الشياطين. وما أشار إليه ، من رجوع الشمس وطلوعها من مغربها، هو من العلامات الكبرى لقرب قيام الساعة، كما ثبت في الأحاديث الصحيحة. (لمستقر لها) لحد لها من مسيرها كل يوم حسبما يتراءى لعيوننا وهو المغرب، أو لحد معين ينتهي إليه دورها، وقد ثبت أن الشمس تنتقل انتقالا بطيئا مع دورانها حول نفسها في فلكها. (العزيز) الغالب بقدرته على كل مقدور. (العليم) المحيط علمه بكل معلوم. /يس: ٣٨/.