للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٥٠٦٠ - وَعَنْ أَبي حَازِمِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ:

أَصَابَنِي جَهْدٌ شَدِيدٌ، فَلَقِيتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، فَاسْتَقْرَأْتُهُ آيَةً مِنْ كِتَابِ اللَّهِ، فَدَخَلَ دَارَهُ وَفَتَحَهَا عَلَيَّ، فَمَشَيْتُ غَيْرَ بَعِيدٍ فَخَرَرْتُ لِوَجْهِي مِنَ الْجَهْدِ وَالْجُوعِ، فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ قَائِمٌ عَلَى رَأْسِي، فَقَالَ: (يَا أَبَا هر). فَقُلْتُ لَبَّيْكَ رَسُولَ اللَّهِ وَسَعْدَيْكَ، فَأَخَذَ بِيَدِي فَأَقَامَنِي وَعَرَفَ الَّذِي بِي، فَانْطَلَقَ بِي إِلَى رَحْلِهِ، فَأَمَرَ لِي بِعُسٍّ مِنْ لَبَنٍ فَشَرِبْتُ مِنْهُ، ثُمَّ قَالَ: (عُدْ فاشرب يَا أَبَا هِرٍّ). فَعُدْتُ فَشَرِبْتُ، ثُمَّ قَالَ: (عُدْ) فَعُدْتُ فَشَرِبْتُ، حَتَّى اسْتَوَى بَطْنِي فَصَارَ كَالْقِدْحِ، قَالَ:

⦗٢٠٥٦⦘

فَلَقِيتُ عُمَرَ، وَذَكَرْتُ لَهُ الَّذِي كَانَ مِنْ أَمْرِي، وَقُلْتُ لَهُ: فَوَلَّى اللَّهُ ذَلِكَ مَنْ كَانَ أَحَقَّ بِهِ مِنْكَ يَا عُمَرُ، وَاللَّهِ لَقَدِ اسْتَقْرَأْتُكَ الْآيَةَ، وَلَأَنَا أَقْرَأُ لَهَا مِنْكَ. قَالَ عُمَرُ: وَاللَّهِ لَأَنْ أَكُونَ أَدْخَلْتُكَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَكُونَ لِي مِثْلُ حُمْرِ النَّعَمِ.


(فاستقرأته) طلبت منه أن يقرأ علي آية معينة من القرآن على طريق الاستفادة. (فتحها علي) أقرأنيها. (فخررت لوجهي) سقطت على الأرض. (الجهد) مشقة الجوع. (لبيك) أنا حاضر لإجابتك إجابة بعد إجابة. (سعديك) أسعى في إسعادك إسعاداً بعد إسعاد. (رحله) مسكنه. (بعس) قدح ضخم كبير. (عد) أي إلى الشرب. (استوى) استقام لامتلائه. (كالقدح) السهم الذي لا ريش فيه، والتشبيه من حيث الاستقامة والاعتدال. (أدخلتك) أي داري وأضفتك. (حمر النعم) الإبل الحمراء، وكانت أحب الأموال إلى نفوسهم.