للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٦٠٥٣ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَبُو المُنْذِرِ الطُّفَاوِيُّ، عَنْ سُلَيْمَانَ الْأَعْمَشِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُجَاهِدٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ:

أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ بِمَنْكِبِي فَقَالَ: (كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ). وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَقُولُ: إِذَا أَمْسَيْتَ فَلَا تَنْتَظِرِ الصَّبَاحَ، وَإِذَا أَصْبَحْتَ فَلَا تَنْتَظِرِ الْمَسَاءَ، وَخُذْ مِنْ صِحَّتِكَ لِمَرَضِكَ، وَمِنْ حَيَاتِكَ لِمَوْتِكَ.


(كأنك غريب) بعيد عن موطنه، لا يتخذ الدار التي هو فيها موطناً، ولا يحدث نفسه بالبقاء، قال العيني: هذه كلمة جامعة لأنواع النصائح، إذ الغريب، لقلة معرفته بالناس، قليل الحسد والعداوة والحقد والنفاق والنزاع، وسائر الرذائل منشؤها الاختلاط بالخلائق، ولقلة إقامته، قليل الدار والبستان والمزرعة والأهل والعيال وسائر العلائق، التي هي منشأ الاشتغال عن الخالق. (عابر سبيل) مار بطريق، وتعلقاته أقل من تعلقات الغريب.
(خذ من صحتك لمرضك) اشتغل حال الصحة بالطاعات، بقدر يسد الخلل والنقص الحاصل بسبب المرض، الذي قد يقعد عنها. (من حياتك لموتك) اغتنم أيام حياتك بالأعمال التي تنفعك عند الله تعالى بعد موتك.