للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لو كان يقعد فوق الشمس من كرم ... قوم بأولهم أو مجدهم قعدوا

أو خلد الجود أقواما ذوى حسب ... فيما يحاول من آجالهم خلدوا

قوم سنان أبوهم حين تنسبهم ... طابوا وطاب من الأولاد ما ولدوا

جن اذا فزعوا إنس اذا أمنوا ... مرزءون بها ليل إذا احتشدوا

محسدون عَلَى ما كان من نعم ... لا ينزع الله عنهم ماله حسدوا

قَالَ: فخرج من عنده ولم يعطه شيئا

وقرأت عَلَى أَبِي بَكْرِ بن دريد للشماخ:

أعائش ما لأهلك لا أراهم ... يضيعون الهجان مع المضيع

وكيف يضيع صاحب مدفآت ... على أثباجهن من الصقيع

يعنى أن عائشة قَالَت له: لم تشدد عَلَى نفسك فِي المعيشة وتلزم الإبل والتعزب فيها، فرد عليها: ما لأهلك أراهم يتعهدون أموالهم ويصلحونها وأنت تأمريننى بإضاعة مالي، ثم أقبل عَلَى إبله يمدحها فقَالَ:

وكيف يضيع صاحب مدفآت أدفئن ... بكثرة الوبر عَلَى أثباجهن.

والأثباج: الأوساط.

قَالَ: الأصمعى: ثبج كل شيء: وسطه، وغيره يقول: ظهره.

وروى أَبُو عبيد، عَنِ الأصمعي: الكتد: ما بين الكاهل إِلَى الظهر، والثبج نحوه، وهذه الأقوال متقاربة فِي المعنى.

والصقيع: البرد والندى.

ويقَالَ: الجليد.

وقَالَ الأصمعى: من أمثال العرب: إنه ليسر حسوا فِي ارتغاء، يضرب مثلا للرجل يريك أنه يعمل أمرا وهو يريد غيره.

والارتغاء: شرب الرغوة، يُقَال: رَغْوة ورِغوة ورُغوة.

يقول: فهو يظهر ذاك وهو يحسو اللبن.

ويقَالَ: سقط العشاء به عَلَى سرحان، يضرب مثلا للرجل يطلب الأمر التافه فيقع فِي هلكة.

وأصل المثل، أن دابة طلبت العشاء فهجمت عَلَى الأسد.

والسرحان: الأسد بلغة هذيل، وبلغة غيرهم من العرب: الذئب.

ويقَالَ: سبق سيف العذل، يضرب مثلا للأمر الذى قد تفاوت، وأصل هذا المثل، أن الحارث بن ظالم ضرب رجل بالسيف فقتله، فأخبر بعذره فقَالَ: سبق السيف العذل.

قَالَ أَبُو زيد: العرب تقول: إن كنت كاذباً فحلبت قاعداً، أي ذهبت إبلك

<<  <  ج: ص:  >  >>