كَتِيبَتِهَا، الْمُحَامِيَ عَنْ حَقِيقَتِهَا، الْمُثَبِّتَ لأَرُومَتِهَا، غَيْرَ مُوَاكِلٍ وَلا زَمِيلٍ عِنْدَ صَعْصَعَةِ الْحُرُوبِ، قَالَ: ذَاكَ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ، قَالَتْ: فَزَوِّجْهُ وَلا تَلْقِ إِلْقَاءَ السَّلَسِ، وَلا تَسُمْهُ سَوْمَ الضّرسِ، ثُمَّ اسْتَخِرِ اللَّهَ فِي السَّمَاءِ، يَخِرْ لَكَ فِي الْقَضَاءِ
: الإسجاح: السهول، والزُّمّل والزُّمّال والزُّمّيل والزُّمّيلة: الجبان الضعيف.
والصعصعة: الاضطراب، يُقَال: قد تصعصع القوم فِي قَالَ أَبُو بَكْرٍ، وغيره يقول، تصعصعوا: تفرقوا، والضرس: السيئ الخلق.
[حديث البنات الثلاث مع أبيهن وقد كان عضلهن ومنعهن الأكفاء]
وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بن الأنباري، قَالَ: حَدَّثَنِي أبي، عَنْ بعض أصحابه، عَنِ المدائني، قَالَ: كان رجل من العرب له ثلاث بنات قد عضلهن ومنعهن الأكفاء، فقَالَت إحداهن: إن أقام أبونا عَلَى هذا الرأي فارقنا وقد ذهب حظ الرجال منا، فينبغي لنا أن نعرض له ما فِي نفوسنا، وكان يدخل عَلَى كل واحدة منهن يوماً، فلما دخل عَلَى الكبرى تحادثا ساعة، فحين أراد الأنصراف أنشدت:
أيزجر لاهينا ونلحي عَلَى الصبا ... وما نحن والفتيان إلا شقائق
يؤبن حبيباتٍ مراراً كثيرة ... وتنباق أحياناً بهنّ البوائق
فلما سمع الشعر ساءه، ثم دخل عَلَى الوسطى فتحادثا، فلما أراد الإنصراف أنشدت:
ألا أيها الفتيان إنّ فتاتكم ... دهاها سماع العاشقين فحنت
فدونكم إبغوها فتىً غير زملٍ ... وإلا صبت تلك الفتاة وجنت
فلما سمع شعرها ساءه، ثم دخل عَلَى الصغرى فِي يومها فتحادثا، فلما أراد الإنصراف أنشدت:
أما كان فِي ثنتين ما يزع الفتى ... ويعقل هذا الشيخ إن كان يعقل
فما هو إلا الحّل أو طلب الصّبا ... ولا بدّ منه فأتمر كيف تفعل
فلما رأى تواطؤهن عَلَى ذلك زوجَهُن
[حديث همام بن مرة مع بناته الثلاث وكان قد عنسهن]
وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بن دريد، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حاتم، عَنْ أبى عبيدة، قَالَ: كان لهّمام بن مرة ثلاث بنات فعنّسهنّ، فقَالَت الكبرى: أنا أكفيكموه اليوم، فقَالَت: