مغايير دون المحصنات إذا بدت ... كواكب صبح تحت ظلماء قسطل
إذا البطل المرهوب سطوة بأسه ... تقى الرّوع يوماً بالنجاء الهمرجل
ألاذت بأحقيهم بنو الحرب فِي الوغى ... فكانوا لهم ملموت أمنع معقل
يمجدكم آليت أنّ أكفّكم ... عَلَى الناس أجرى من رواجس هطّل
وإن لكم فِي ذروة المجد { [ ... تقاصر عنها كلّ بدءٍ مرفّل
القسطل: الغبار.
والهمرجل: السريع.
وأحقيهم: جمع حقوٍ، والبدء: السّيّد، قَالَ أوس بن مغراء:
ترى ثنانا إذا ما جاء بدأهم ... وبدؤهم إن أتانا كان ثنيانا
: الثّنى والثّنيان: دون السّيّد، وقد ذكرنا الإختلاف فيه واشتقاقه فِي كتابنا المقصور والممدود: والمرفّل: المعظّم، قَالَ الشاعر:
إذا نحن رفّلنا امرأً ساد قومه ... وإن كان فيهم سوقةً ليس يعرف
ما قيل فِي كتمان السر
قَالَ: وأنشدنا أَبُو بَكْرِ بن الأنبارى، قَالَ: أنشدني أبي رحمه الله، لقيس بن ذريح:
لو أن امرأً أخفى الهوى من ضميره ... لمتّ ولم يعلم بذاك ضمير
ولكن سألقى الله والنفس لم تبح ... بسرّك والمستخبرون كثير
قَالَ: وقرأت عَلَى أَبِي بَكْرِ بن دريد:
ومستخير عَنْ سرريا رددته ... بعمياء من ريّا بغير يقين
فقَالَ ائتمنّي إنني ذو أمانة ... وما أنا إن خبّرته بأمين
قَالَ وقرأت عليه لمسكين:
وفتيان صدق لست مطلع بعضهم ... عَلَى سرّ بعضٍ كان عندي جماعها
لكلّ امرئ شعبٌ من القلب فارغٌ ... وموضع نجوى لا يرام اطّلاعها
يظلّون شتّى فِي البلاد وسرّهم ... إِلَى صخرةٍ أعيا الرجال انصداعها