أي جماعة من الأنباط، ويقَالَ: قهل جلده وقحل، والمتقهل: اليابس الجلد، ويقَالَ للرجل إذا كان يتيبس فِي القراءة: متقهل ومتقحل، ويقَالَ: جلة وجلح، وهو الجله والجلح: وهو انحسار الشعر من مقدم الرأس فوق الصدغين، قَالَ رؤبة:
براق أصلاد الجبين الأجله
الأصلاد جمع صلد، وكل حجرٍ صلبٍ فهو صلد، ويقَالَ: نحم ينحم، ونهم ينهم، ونأم ينئم، وأنح يأنح، وأنه يأنه، وهو صوت مثل الزحير، قَالَ رؤبة:
رعابة يخشى نفوس الأنّه
يصف فحلاً، يقول: يرعب نفوس الذين يأنهون، وقَالَ غير الأصمعي: فِي صوته صحلٌ وصهلٌ أي بحوحةٌ، وقَالَ: هو يتفيهق فِي كلامه، ويتفيحق إذا توسع فِي الكلام وتنطع، وأصله الفهق وهو الامتلاء.
وقَالَ الأصمعي: يُقَال: الحقحقة والهقهقة: السير المتعب، قَالَ: وقَالَ رؤبة:
يصبحن بعد القرب المقهقه
إنما أصله من الحقحقة، قلبوا الحاء هاء لأنها أختها، وقلبوا الهقهقة إِلَى القهقهة، ومن أمثالهم: شر السير الحقحقة، قَالَ وقَالَ مطرف بن الشخير لابنه: يا عبد الله، عليك بالقصد وإياك وسير الحقحقة، يريد الإتعاب، الحقحقة مشتق من الحق أي: يعطي الناقة الحق فِي سيرها فتجهد نفسها.
[ما قاله بعض أهل اليمن لذي رعين يعزيه يوم مات أخوه]
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍِ، رحمه الله، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو حاتم، عَنْ أبي عبيدة، وحَدَّثَنَا قَالَ حَدَّثَنِي أيضاً السكن بن سعيد، عَنْ محمد بن عباد، عَنِ ابن الكلبي، ولفظاهما متفقان غير أن أبا عبيدة، قَالَ: لبعض ملوك اليمن، وقَالَ ابن الكلبي: لذي رعين، قَالَ: مات أخ لذي رعين فعزاه بعض أهل اليمن، فقَالَ: إن الخلق للخالق، والشكر للمنعم، والتسليم للقادر، ولا بد مما هو كائن، وقد حل ما لا يدفع، ولا سبيل إِلَى رجوع ما قد فات، وقد أقام معك ما سيذهب عنك وستتركه، فما الجزع مما لا بد منه، وما الطمع فيما لا يرجى، وما الحيلة فيما سينقل عنك أو تنقل عنه، وقد مضت لنا أصول نحن فروعها، فما بقاء