للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحَدَّثَنَا قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الرحمن، عَنْ عمه، قَالَ: سمعت أعرابيا، يقول: أقبح أعمال المقتدرين الانتقام، وما استنبط الصواب بمثل المشاورة، ولا حصنت النعم بمثل المواساة، ولا اكتسبت البغضاء بمثل الكبر

وقرأت عَلَى أَبِي بَكْرِ بن دريد، للشماخ: كلا يومي طوالة وصل أروى ظنونٌ آن مطروح الظنون طوالة: اسم بئر كان لقيها عليها مرتين فلم ير ما يحب، والمعنى فِي كلا يومي طوالة وصل أروى ظنونٌ والظنون: الذي لا يوثق به كالبئر الظنون وهي قليلة الماء التي لا تثق بمائها، ثم أقبل عَلَى نفسه فقَالَ: قدحان أن أترك الوصل الظّنون وأطرحه، ثم قَالَ: وما أروى وإن كرمت علينا بأدنى من موقفةٍ حرون الموقفة: الأروية التي فِي قوائمها خطوط كأنها الخلاخل، والوقف: الخلخال من الذبل، والتوقيف البياض مع السواد أن فِي قوائمها خطوطاً تخالف لونها.

والحرون: التي تحرن من أعلى الجبل فلا تبرح.

يقول: فهذه المرأة ليست بأقرب من هذه الأروية التي لا يقدر عليها، ثم قَالَ: تطيف بها الرماة وتتقيهم بأوعالٍ معطفة القرون يقول: تطيف بهذه الأروية الرماة فلا تبرح لأنها فِي أعلى الجبل، ودونها أوعال فلا تصل إليها نبل الرماة، لأنهم يرمون تلك لأنها أقرب إليهم، فكأنها تقي نفسها بها وإنما يؤكد بهذا بعدها وأنها لا يقدر عليها.

شدة بشر بن مروان فِي معاقبة العصاة وما كتب به بعض العشاق إِلَى حبيبته وقد استزارته

وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حاتم، عَنِ الأصمعى، قَالَ: كان بشر بن مروان شديداً عَلَى العصاة، فكان إذا ظفر بالعاصي أقامه عَلَى كرسيٍّ، وسمر كفيه فِي الحائط بمسمار، ونزع الكرسيّ من تحته فيضطرب معلقاً حتى يموت، وكان فتى من بني عجل مع المهلب وهو يحارب الأزارقة، وكان عاشقاً لابنة عم له، فكتبت إليه تستزيره، فكتب إليها:

لولا مخافة البشر أو عقوبته ... أو أن يشد عَلَى كفي مسمار

إذا لطلعت ثغري ثم زرتكم ... إن المحب إذا ما اشتاق زوار

<<  <  ج: ص:  >  >>