للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ الأصمعى: من أمثال العرب لا يعدم شقيّ مهراً، أي لا يعدم شقى عناء.

ويقَالَ لا تعدم الحسناء ذاماً، يراد لا يخلو الرجل من أن يكون به ما يعاب.

ويقَالَ: ليس عليك نسجه فاسحب وجرّ، يضرب مثلاً للرجل يفسد ما لم يتعنّ فيه.

ويقَالَ: الليل أخفى للويل، أي الستر أستر من المكاشفة.

ويقَالَ: قبل الرّماء تملأ الكنائن، يراد به: قبل وقوع الأمر يعدّ له.

وأنشدني أَبُو الميّاس، البيت الأول من هذين البيتين، فأنشدته أبا بكر بن دريد، فزادني البيت الثاني:

ولذّ كطعم الصّرخديّ تركته ... بأرض العدا من خشية الحدثان

ومبد لي الشّحناء بيني وبينه ... دعوت وقد طال السّرى فدعاني

لذّ يعني النوم.

والصرخدي: العسل، قَالَ أَبُو المياس.

والعدا: الأعداء.

والحدثان: ما يحدث من الأمور.

وقَالَ أَبُو بَكْرٍِ: اللذ: اللذيذ، يعني النوم.

والصّرخديّ: الخمر.

وقوله: ومبد لي الشحناء يعني كلباً.

وذلك أن الرجل إذا تحيّر فِي الليل فلم يدر أين البيوت نبح، فتسمعه الكلاب فتنبح، فيقصد أصواتها، وهذا الذي تقول له العرب: المستنبح.

ثم أنشدني:

ومستنبح بات الصدى يستتيهه ... فتاه وجوز الليل مضطرب الكسر

رفعت له ناراً ثقوباً زنادها ... تليح إِلَى الساري هلمّ إِلَى قدري

فلما أتى والبؤس رادف رحله ... تلقّيته منّي بوجه أمرئ بشر

فقلت له أهل كأهل فلم يجر ... بك الليل إلا للجميل من الأمر

وكادت تطير الشّول عرفان صوته ... ولم تمس إلا وهي خائفة العقر

مطلب الكلام عَلَى مادة ب ش ر

: بشر: مصدر بشرته أبشره بشراً، والبشر: الاسم، أراد بوجه امرئ ذي بشر، فحذف المضاف، وفي بشرت لغات، قَالَ الكسائي: يُقَال: بشّرت فلاناً بخير أبشّره تبشيراً، وبشرته أبشره بشراً، وبشرته أبشره بشرا وبشوراً، وأبشرته أبشره إبشاراً فِي معنى واحد، وحكي عَنْ بعضهم

<<  <  ج: ص:  >  >>