للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن أحسن ما شبه به العود ما أنشدناه بعض أصحابنا:

كأن تمثاله ساق إِلَى قدم نيطت ... إِلَى فخد بانت عَنِ الكفل

آذانه منه قد جمعن أربعة ... تجيب أربعة فِي كف معتمل

فذا أغن وهذا فيه زمزمة ... وذاك صاف وهذا فيه كالصّحل

وللحمدوني:

وناطق بلسان لا ضمير له ... كأنه فخذ نيطت إِلَى قدم

يبدي ضمير سواه فِي الحديث كما ... يبدي ضمير سواه الخط بالقلم

ومن أحسن ما قيل فِي وصف مغنيات قول ابن الرومي،

وأنشدناه الناجم عنه:

وقيان كأنها أمهات عاطفات ... عَلَى بنيها حواُّني مطفلات

وما حملن جنيناً مرضعات ... ولست ذات لبان ملقمات

أطفالهنّ ثدياً ناهدات ... كأحسن الرمان مفعمات

كأنها حافلات وهي ... صفر من درة الألبان

كل طفل يدعى بأسماء شتى ... بين عود ومزهر وكران

أمه دهرها نترجم عنه ... وهو بادي الغنى عَنِ الترجمان

وصية بعض الحكماء لابنه

وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بن دريد، رحمه الله، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حاتم، عَنِ الأصمعى، قَالَ: قَالَ بعض الحكماء لابنه: يا بني، اقبل وصيتي وعهدي، عَنْ سرعة ائتلاف قلوب الأبرار، كسرعة اختلاط قطر المطر بماء الأنهار، وبعد قلوب الفجار من الائتلاف، كبعد البهائم من التعاطف وإن طال اعتلافها عَلَى أرى واحد، كن يا بني بصالح الوزراء أغنى منك بكثرة عدتهم، فإن اللؤلؤة خفيف محملها كثير ثمنها، والحجر فادح حمله قليل غناؤه

[حكمة من حكم الأحنف بن قيس]

وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حاتم، عَنْ أبي زيد، قَالَ: حَدَّثَنَا هشام بن حسان الفردوسي، عَنِ الحسن، قَالَ: قَالَ الأحنف بن قيس: الكذوب لا حيلة له، والحسود لا راحة له، والبخيل

<<  <  ج: ص:  >  >>