للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رأيت أبا الوليد غداة جمع به شيبٌ وما فقد الشبابا ولكن تحت ذاك الشّيب حزمٌ إذا ما قَالَ أمرض أو أصابا قَالَ أَبُو العباس: معنى قوله أمرض أي قارب الصواب، ومنه إنه ليمرّض فِي القول إذا لم يصرح.

وحَدَّثَنَا أَبُو محمد النحوي، قَالَ: سمعت أبا العباس محمد بن يزيد، يقول: بلغني عَنْ عَلَى، رضوان الله عليه: قُرنت الهيبة بالخيبة، والحياء بالحرمان، والفرصة تمر مرّ السحاب، والحكمة ضالّة المؤمن، فخذ ضالتك حيثما وجدتها

كتاب عَلَى بن أبي طالب إِلَى ابن عباس رضى الله عنهما بموعظة من أحسن المواعظ

وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ دُرَيْدٍ، رَحِمَهُ اللَّهُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعُكْلِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: بَلَغَنِي، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، بِمَوْعِظَةٍ مَا سُرِرْتُ بِمَوْعِظَةٍ سُرُورِي بِهَا! أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ الْمَرْءَ يَسُرُّهُ دَرْكُ مَا لَمْ يَكُنْ لِيَفُوتَهُ، وَيَسُوءُهُ فَوْتُ مَا لَمْ يَكُنْ لِيُدْرِكَهُ، فَمَا نَالَكَ مِنْ دُنْيَاكَ فَلا تُكْثِرْ بِهِ فَرَحًا، وَمَا فَاتَكَ مِنْهَا فَلا تُتْبِعْهُ أَسَفًا، فَلْيَكُنْ سُرُورُكَ بِمَا قَدَّمْتَ، وَأَسَفُكَ عَلَى مَا خَلَّفْتَ، وَهَمُّكَ فِيمَا بَعْدَ الْمَوْتِ "

وأنشدنا أَبُو عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة الأودي، قَالَ: أنشدنا أحمد بن يحيى الشيباني: إذا ما خلوت الدّهر يوماً فلا تقل خلوت ولكن قل عَلَى رقيب ولا تحسبن الله يغفل ساعةً ولا أن ما يخفى عليه يغيب

وأنشدنا قَالَ: أنشدنا أحمد بن يحيى: فِي كل بلوى تصيب المرء عافيةٌ إلا البلاء الذي يدني من النار ذاك البلاء الذي ما فيه عافية من العذاب ولا سترٌ من العار

وأنشدنا أَبُو محمد النحوي، قَالَ: أنشدنا أَبُو العباس محمد بن يزيد، قَالَ: أنشدني عمرو بن بجر الجاحظ، قَالَ: أَبُو محمد والشعر لصالح بن عبد القدوس.

وإنَّ عناءً أن تفهم جاهلاً فيحسب أنه منك أفهم متى يبلغ البنيان يوماً تمامه إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم متى ينتهي عَنْ سيئ من أتى به إذا لم يكن منه عليه تندم

<<  <  ج: ص:  >  >>