للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الله به فجئتك أقتبس من علمك، فقَالَ: أتيتني وأنا أخضب وإن الخضاب لمن علامات الكبر، وطال والله ما غدوت عَلَى صيد الوحوش، ومشيت أمام الجيوش، واختلت بالرّداء، وهؤت بالنساء، وقريت الضيف، وأرويت السيف، وشربت الراح، ونادمت الجحجاح، فاليوم قد حناني الكبر وضعف مني البصر، وجاء بعد الصفو الكدر، ثم قبض عَلَى لحيته وأنشأ يقول: شيبٌ تغيبه كيما تغرّبه كبيعك الثّوب مطوياّ عَلَى حرق قد كنت كالغصن ترتاح الرياح له فصرت عوداً بلا ماء ولا ورق صبر عَلَى الدهر إن الدهر ذو غيرٍ وأهله منه بين الصفو والرنق قَالَ أَبُو زيد، يُقَال: هؤت بالرجل خيرًا أهوء به هوءا إذا أزننته به، وإنه لذو هوءة إذا كان ذا رأي ماضياً، قَالَ: العجاج: لا عاجز الهوء ولا جعد القدم وقَالَ أَبُو عمرو: الهوء: الهّمة، وقد هاء يهوء، وفلان بعيد الهوء أي بعيد الهمة.

وأنشدني أَبُو يعقوب إسحاق بن الجنيد ورّاق أَبِي بَكْرِ بن دريد، قَالَ: أنشدنا أحمد بن عبيد، قَالَ: أنشدني أَبُو العيناء: ما فِي يديَّ من الصبا إلا الصّبابة والأسف جاء الشباب فما أقام ولا ألم ولا وقف كان الشباب كزائر ملَّ الزيارة فانصرف

وأنشدنا أَبُو بَكْرِ بن الأنبارى قَالَ: أنشدني أبي: لا يرعك المشيب يا بنة عبد الله فالشّيب حلّة ووقار إنما تحسن الرياض إذا ما ضحكت فِي خلالها الأنوار

وأنشدنا عبد الله بن جعفر النحوى، قَالَ: أنشدنا أَبُو العباس محمد بن يزيد، قَالَ: أنشدني مسعود بن بشر المازني

<<  <  ج: ص:  >  >>