للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لو كنت من زوفن أو بنيها ... قبيلة قد عظبت أيديها

معودين الحفر حفاريها ... لقد حفرت نبثة ترويها

النبثة: الركية التى تخرج نبيثتها.

وقَالَ: قَالَ بعض بنى عقيل وبنى كلاب: هو الأكرم والأفضل والأجمل والأحسن والأرذل والأنذل والأسفل والألأم.

وهى الكرمى والفضلى والحسنى والجملي والرذلي واللؤمي، وهن الرذل والنذل واللؤم.

وقَالَ الأصمعى، يُقَال: كثر ولد فلان وقد أبق ونتق فهو ناتق، وكله سواء.

وامرأة ناتق إذا كثر ولدها، وأنشد للنابغة:

لم يحرموا حسن الغذاء وأمهم ... طفحت عليك بناتق مذكار

[مطلب حديث بعض مقاول حمير مع ابنيه وما دار بينه وبينهما من المساءلة حين كبرت سنة، وشرح غريب ذلك]

وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بن دريد، قَالَ: حَدَّثَنَا الأشتانداني، عَنِ التوزى، عَنْ أبى عبيدة، عَنْ أبى عمرو بن العلاء، قَالَ: كان لرجل من مقاول حمير ابنان يُقَال لأحدهما: عمرو وللآخر: ربيعة، وكانا قد برعا فِي الأدب والعلم، فلما بلغ الشيخ أقصى عمره وأشفى عَلَى الفناء، دعاهما ليبلو عقولهما، ويعرف مبلغ علمهما، فلما حضرا قَالَ لعمرو، وكان الأكبر أَخْبَرَنِي عَنْ أحب الرجال إليك، وأكرمهم عليك، قَالَ: السيد الجواد، القليل الأنداد، الماجد الأجداد، الراسى الأوتاد، الرفيع العماد، العظيم الرماد، الكثير الحساد، الباسل الذواد، الصادر الوراد.

قَالَ: ما تقول يا ربيعة؟ قَالَ: ما أحسن ما وصف! وغيره أحب إِلَى منه، قَالَ: ومن يكون بعد هذا؟ قَالَ: السيد الكريم، المانع للحريم، المفضال الحليم، القمقام الزعيم، الذى إن هم فعل، وإن سئل بذل.

قَالَ: أَخْبَرَنِي يا عمرو بأبغض الرجال إليك، قَالَ: البرم اللئيم، المستخذي للخصيم، المبطان النهيم، العي البكيم، الذى إذا سئل منع، وإن هدد خضع، وإن طلب جشع.

قَالَ: ما تقول يا ربيعة؟ قَالَ: غيره أبغض إِلَى منه، قَالَ: ومن هو؟ قَالَ: النؤوم الكذوب، الفاحش الغضوب، الرغيب عند الطعام، الجبان عند الصدام.

قَالَ: أَخْبَرَنِي يا عمرو، أى النساء أحب إليك؟ قَالَ: الهركولة اللفاء، الممكورة الجيداء، التى يشفى السقيم كلامها، ويبرى الوصب إلمامها، التى إن أحسنت إليها شكرت، وإن أسأت إليها صبرت، وإن

<<  <  ج: ص:  >  >>