أمنيكما نفسي إذا كنت خاليا ... ونفعكما إلا العناء قليل
ومالي شيء منكما غير أنني ... أمني الصدى ظليكما فأطيل
قَالَ: وأنشدني أبي:
تبدّل هذا السدر أهلاً وليتني ... أرى السدر بعدي كيف كان بدائله
وعهدي به عذب الجنى ناعم الذرى ... تطيب وتندى بالعشي أصائله
فمالك من سدرٍ ونحن نحبه ... إذا ما وشى واشٍ بنا لا تجادله
كما لو وشى بالدر واش رددته ... كئيبًا ولم تملح لدينا شمائله
، قَالَ لنا أَبُو بَكْرٍِ: هذا مثل قول كثير:
فيا عز إن واشٍ وشى بي عندكم ... فلا تكرميه أن تقولي له أهلا
كما لو وشى واشٍ بعزة عندنا ... لقلنا تزحزح لا قريباً ولا سهلا
ترجمة امرئ القيس بن ربيعة الملقب بمهلهل أخي كليب، وما وقع له من أخذه بثأر أخيه وقصيدته الرائية التي أولها: أليتنا بذي حسم أنيرى. . . . . الخ
وقرأت عَلَى أَبِي بَكْرِ بن دريد، وأملى علينا أَبُو الحسن الأخفش، قَالَ: مهلهل بن ربيعة، ومهلهل لقب، وإنما سمي مهلهلاً بقوله
لمّا توعّر فِي الغبار هجينهم ... هلهلت أثأر جابراً أو صنبلا
هذا قول أبي الحسن، وأَبِي بَكْرٍ إلا أن أبا بكر روى:
لما توقّل فِي الكراع هجينهم
الكراع: أنف الحرّة،
وقرأت عَلَى أحمد، عَنْ أبيه: إنما سمي مهلهلاً لأنه أول من أرقّ المراثي، واسمه عديٌ، وفي ذلك يقول: رفعت رأسها إِلَى وقالت:
يا عدياً لقد وقتك الأواقي ... أليلتنا بذي حسمٍ أنيري
إذا أنت انقضيت فلا تحوري