للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إذا القوم أموا بيته فهو عامد ... لأحسن ما ظنوا به فهو فاعله

إذا جدّ عند الجد أرضاك جده ... وذو باطل إن شئت أرضاك باطله

مضى وورثناه دريس مفاضةٍ ... وأبيض هندياً طويلاً حمائله

فتى كان يروى المشرفي بكفه ... ويبلغ أقصى حجرة الحي نائله

كريمٌ إذا لاقيته متبسماً ... وإما تولى أشعث الرأس جافله

ترى جازريه يرعدان وناره ... عليها عداملي الهشيم وصامله

يجران ثنياً خيرها عظم جاره ... بصيراً بها لم تعد عنها مشاغله

ولو كنت فِي غلٍّ فبحت بلوعتي ... اليه للانت لي ورقت سلاسله

ولما عصاني القلب أظهرت عولةً ... وقلت ألا قلب بقلبي أبادله

الرهل: المسترخي، والبآدل: واحدها بأدلة وهي اللحمة التي بين المنكب والعنق، والعذور: السيئ الخلق، والدريس والدرس: الثوب الخلق، وجمعه درسان، والهدم والطمر والسمل والنهج: الخلق أيضاً، والمفاضة: الواسعة، والحجرة: الناحية، يُقَال: جلس فلان عَلَى حجرة أي ناحية، والعداميل: القديمة، والصامل: اليابس، والثنى: الولد الذي بعد الولد الأول، فالأول بكر والثاني ثنىٌ.

[أم الضحاك المحاربية والضبابي زوجها]

قَالَ: وقرأت عَلَى أَبِي بَكْرِ بن دريد، رحمه الله تعالى، قَالَ: كانت أم الضحاك المحاربية تحت رجل من بني الضباب، وكانت تحبه حباً شديداً فطلقها فقَالَت:

هل القلب إن لاقى الضبابي خالياً ... لدى الركن أو عند الصفا متحرج

وأعجلنا قرب المحل وبيننا ... حديث كتنشيج المريضين مزعج

وروى أَبُو عبد الله: كتنشاج:

حديثٌ لو أن اللحم يصلى بحره ... طرياً أتى أصحابه وهو منضج

وقرأت أيضاً لها عليه:

سألت المحبين الذين تحملوا ... تباريح هذا الحب من سالف الدهر

<<  <  ج: ص:  >  >>