للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بسم الله الرحمن الرحيم

الجزء الثاني

وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حاتم، وعبد الرحمن، عَنِ الأصمعي، قَالَ: قدم متمم بن نويرة العراق فأقبل لا يرى قبراً إلا بكى عليه، فقيل له: يموت أخوك بالملا وتبكي أنت عَلَى قبر بالعراق! فقَالَ:

لقد لامني عند القبور عَلَى البكا ... رفيقي لتذراف الدموع السوافك

أمن أجل قبرٍ بالملا أنت نائح ... عَلَى كل قبرٍ أو عَلَى كل هالك

ويروي هذا البيت:

فقَالَ أتبكي كل قبر رأيته ... لقبرٍ ثوى بين اللوي والدكادك

فقلت له إن الشجا يبعث الشجا ... فدعني فهذا كله قبر مالك

ألم تره فينا يقسم ماله ... وتأوي إليه مرملات الضرائك

وقرأت عَلَى أَبِي بَكْرٍ، رحمه الله، لبعض طيئ يرثي الربيع، وعمارة ابني زياد العبسيين، وكانت بينهم مودة:

فإن تكن الحوادث جربتني ... فلم أر هالكاً كابني زياد

هما رمحان خطيان كانا ... من السمر المثقفة الصعاد

تهال الأرض إن يطأ عليها ... بمثلهما تسالم أو تعادى

ومما قرأت عليه لفاطمة بنت الأحجم بن دندنة الخزاعية:

قد كنت لي جبلاً ألوذ بظله ... فتركتني أضحى بأجرد ضاحي

قد كنت ذات حمية ما عشت ... لي وكنت أنت جناحي

فاليوم أخضع للذليل وأتقي ... منه وأدفع ظالمي بالراح

<<  <  ج: ص:  >  >>