للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأصابنا مطر تنبت عنه الجنبة وهو نبت، يُقَال: أعطني جنبة فيعطيه جلد جنب بعيرٍ فيتخذ منه علبة، والعلبة: قدح من جلود يحلب فيه، ويقَالَ: فلان من أهل الجناب بكسر الجيم، لموضع بنجده، وفرسٌ طوع الجناب إذا كان سهل القياد، ولجّ فلانٌ فِي جنابٍ قبيح إذا لجّ فِي مجانبه أهله، فأما الجناب بفتح الجيم، فما حول الرّجل وناحيته وفناء داره، وجلس فلان بجانب فلان وجانبه، ويقَالَ: مرّوا يسيرون جنابيه، وجنابتيه وجنبتيه إذا مرّوا يسيرون إِلَى جانبه، وجنبت الدابة أجنبها إذا قدتها.

والجنيبة: الدابة تقاد فتسير إِلَى جنبك، وقَالَ يعقوب: الجنيبة: الناقة يعطيها الرجل القوم إذا خرجوا يمتارون، ويعطيهم دراهم يمتارون له عليها، وأنشد:

رخو الحبال مائل الحقائب ... ركابه فِي القوم كالجنائب

أي هي ضائعة، وقَالَ أَبُو عبيدة: الجنيب: التّابع، وأنشد لأرطاة بن سهيّة يهجو شبيب بن البرصاء:

أبي كان خيراً من أبيك ولم تزل ... جنيباً لآبائي وأنت جنيب

والجنب مفتوحة النون أن تجنب الدابة، قَالَ امرؤ القيس:

لها جنبٌ خلفها مسبطرّ

أراد ذنبها، كأنها تجنبه، ومسبطرٌّ: ممتدّ، ويقَالَ: جنب البعير يجنب جنباً إذا ظلع من جنبه ويقَالَ: الجنب: لصوق الرئة بالجنب من شدة العطش، قَالَ ذو الرمة:

وثب المسحّج من عانات معقلة ... كأنه مستبان الشّكّ أو جنب

والشك: الضلع الخفيف، ويقَالَ: ضربه فجنبه إذا كسر جنبه.

قصيدة الحكم بن عبدل الأسدي وقد اجتمع الشعراء بباب الحجاج

وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بن الأنبارى، رحمه الله، قَالَ: حَدَّثَنِي أبي، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بن عبيد، عَنْ سهل بن محمد، قَالَ: اجتمع الشعراء بباب الحّجاج وفيهم الحكم بن عبدلٍ الأسدي، فقالوا: أصلح الله الأمير، إنما شعر هذا فِي الفأر وما أشبهه، قَالَ: ما يقول هؤلاء يا بن عبدل؟ قَالَ: اسمع أيها الأمير، قَالَ: هات، فأنشده:

<<  <  ج: ص:  >  >>