وولت كأن البين يخلج شخصها ... أوان تولت من حشاي وأضلعي
وأنشدنا بعض أصحابنا للمؤمل:
أتاني الكرى ليلاً بشخص أحبه ... أضاءت له الآفاق والليل مظلم
فكلمني فِي النوم غير مغاضب ... وعهدي به يقظان لا يتكلم
وذكر العباس بن الأحنف، ما العلة فِي طروق الخيال فقَالَ:
خيالك حين أرقد نصب عيني ... إلى وقت انتباهي لا يزول
وليس يزروني صلة ولكن ... حديث النفس عنك به الوصول
وتبعه الطائي فقَالَ:
زار الحيال لا بل أزاركه ... فكر إذا نام فكر الخلق لم ينم
ظبي تقنّصته لما نصبت له ... فِي آخر الليل أشركا من الحلم
وأنشدنا عَلَى بن هارون المنجم، لعلي بن يحيى المنجم:
بأبي والله من طرقا ... كابتسام البرق إذ خفقا
زارني طيف الحبيب فما زاد ... أن أغرى بي الأرقا
من أحسن ما قيل فِي مشي النساء
ومن أحسن ما قيل فِي مشي النساء ما أنشدناه صاحبنا أَبُو عَلَى بن الأعرابي:
شبهت مشيتها بمشية ظافر ... يحتال بين أسنّة وسيوف
صلف تناهت نفسه فِي نفسه ... لمّا انثنى بسنانه المرعوف
وقرئ عَلَى أَبِي بَكْرِ بن الانباري، فِي شعر ابن مقبل، وأنا أسمع:
يهززن للمشي أوصالاً منعمة ... هزّ الجنوب معاً عيدان يبرينا
أو كاهتزاز رديني تناوله ... أيدي النجار فزادوا متنه لينا
يمشين هيل النقا مالت جوانبه ... ينهال حيناً وينهاه الثرى حينا
ولعمر بن أبي ربيعة، قرأته عَلَى أبي عبد الله نفطويه:
أبصرتها غدوة ونسوتها ... يمشين بين المقام والحجر