للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ: فشاطره ماله حتى أعطاه إحدى نعليه ونصف قيمة خاتمه

وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بن دريد بذل القليل قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الرحمن، عَنْ عمه، قَالَ: سمعت أعرابيةٌ رجلاً ينشد:

وكأس سلافٍ يحلف الديك أنها ... لدى المزج من عينيه أصفى وأحسن

فقَالَت: بلغني أن الديك من صالح طيركم وما كان ليحلف كاذباً

وأنشدنا أَبُو عبد الله نفطويه، قَالَ: أنشدنا أحمد بن يحيى النحوي لرجل من العرب، كان أبوه يمنعه من الاضطراب فِي المعيشة شفقةً عليه، فكتب إليه:

ألا خلّني أذهب لشأني ولا أكن ... عَلَى الناس كلا إنّ ذاك شديد

أرى الضرب فِي البلدان يغني معاشراً ... ولم أر من يجدي عليه قعود

أتمنعني خوف المنايا ولم أكن ... لأهرب مما ليس منه محيد

فدعني أجوّل فِي البلاد لعلني ... أسرّ صديقاً أو يساء حسود

فلو كنت ذا مال لقرّب مجلسي ... وقيل إذا أخطأت أنت سديد

كتاب امرأة إِلَى زوجها وكان مع الحجاج يحضر طعامه وهي فِي سوء حال

وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍِ، رحمه الله، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عثمان الأشنانداني، قَالَ: كان رجل من أهل الشام مع الحجاج يحضر طعامه، فكتب إِلَى امرأته يعلمها بذلك، فكتبت إليه:

أيهدى لي القرطاس والخبز حاجتي ... وأنت عَلَى باب الأمير بطين

إذا غبت لم تذكر صديقاً ولم تقم ... فأنت عَلَى ما فِي يديك ضنين

فأنت ككلب السوء جوّع أهله ... فيهزل أهل البيت وهو سمين

كتاب البختري بن أبي صفرة إِلَى المهلب يدفع به عَنْ نفسه سعاية الأعداء

وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍِ، قَالَ: حَدَّثَنَا السكن بن سعيد، عَنْ محمد بن عباد، قَالَ: كان بن البختري بن أبي صفرة من أكمل فتيان العرب جمالاً وبياناً ونجدة وشعراً، وكان بنو المهلب يحسدونه لفضله، فدسّت إليه أمّ ولد عمارة بن قيس اليحمدي فراودته عَنْ نفسه فأبى، فحملت عليه عمارة حتى شكاه إِلَى المهلّب، وأكثر فِي ذلك بنوه القول فعرف ذلك فِي وجه المهلب فكتب إليه:

<<  <  ج: ص:  >  >>