للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جفوت امرأ لم ينب عماً تريده ... وكان إِلَى ما تشتهيه يسارع

تموت حفاظاً دون ضيمك نفسه ... وأنت إِلَى ما ساءه متطالع

كأني أخو ذنب وما كنت مذنبا ... ولكن دهتني الساريات الشبادع

الشبادع: النمائم، والشبادع: العقارب، واحدها شبدعة.

دببن وقد نام الغفول بعيبنا ... إليك إماءٌ مومساتٌ جوالعٌ

المومسة: الفاجرة، والجالعة: التي قد ألقت عنها الحياء

فأوقدن نيران العداوة بيننا ... جهاراً ولم تسدد عَلَى المطالع

بغين أموراً لست ممن أشاؤها ... ولو جعلت فِي ساعديّ الجوامع

أأصبو بعرس الجار كان غائباً ... وتلك التي تستكّ فيها المسامع

فلست وربّ البيت أصبو بمثلها ... وربي راءٍ ما صنعت وسامع

فإن تك عرس اليحمدي وأخته ... سرين فلا قاهن أليس خالع

الأليس: الجريء من كل شيء، وخالع قد خلع الحياء.

يبيت يراعي المومسات إذا دجا ... الظلام وجار البيت وسنان هاجع

فما أنا ممن تطّبيه خريدةٌ ... ولو أنها بدرٌ من الأفق طالع

تطّبيه: تدعوه، يُقَال: اطّباه يطّبيه، وطباه يطبوه.

وإني لتنهاني خلائق أربعٌ ... عَنِ الفحش فيها للكريم روادع

حياءٌ وإسلامٌ وشيبٌ وعفةٌ ... وما المرء إلا ما حبته الطبائع

وقد كنت فِي عصر الشباب مجانباً ... صباي فأنى الآن والشيب شائع

فلا تقطعن مني وشائج سهمةٍ ... فلا يصل الأبناء ما أنت قاطع

وكافح بأجرامي الهياج إذا التظى ... شهابٌ من الموت المحرّق لامع

تنبّه وعهد الله مني مشيعاً ... صبوراً عَلَى اللاواء والموت كانع

الوشائج: الأرحام المشتبكة المتصلة، قَالَ أَبُو محمد: وهي مأخوذة من وشائج الرماح، وهي عروقها، والسهمة: القرابة.

<<  <  ج: ص:  >  >>