للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلو كان حياً لم يضق بثوابه ... ذراعاً غنياً كان أو كان معدما

ففكّوا دريداً من إسار مخارقٍ ... ولا تجعلوا البؤسى إِلَى الشر سلّما

فلما أصبحوا أطلقوه، فكسته وجهّزته ولحق بقومه، فلم يزل كافاً عَنْ غزو بني فراس، حتى هلك

[ذكر ما استحسن من شعر قيس بن الخطيم]

ومما استحسنته من شعر قيس بن الخطيم، قَالَ: وقرأت شعر قيس بن الخطيم عَلَى أَبِي بَكْرِ بن دريد، رحمه الله:

إن تلق خيل العامري مغيرةً ... لا تلقهم متقنّعي الأعراف

وإذا تكون عظيمةٌ فِي عامرٍ ... فهو المدافع عنهم والكافي

والواترون المدركون بتبلهم ... والحاشدون عَلَى قرى الأضياف

قَالَ: ومما اختار الناس لقيس بن الخطيم:

أني سربت وكنت غير سروب ... وتقرّب الأحلام غير قريب

ما تمنعي يقظي فقد تؤتينه ... فِي النوم غير مصردٍ محسوب

كان المنى بلقائها فلقيتها ... فلهوت من لهو امرئٍ مكذوب

فرأيت مثل الشمس عند طلوعها ... فِي الحسن أو كدنّوها لغروب

قَالَ: وحَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بن دريد، قَالَ: قامت الأنصار إِلَى جرير فِي بعض قدماته المدينة فقالوا: أنشدنا يا أبا حرزة، قَالَ: أنشد قوماً منهم الذي يقول:

ما تمنعي يقظي فقد تؤتينه ... فِي النوم غير مصرد محسوب

قَالَ: وأنشدنا أَبُو بَكْرٍِ، قَالَ: أنشدنا عبد الرحمن، عَنْ عمه، لرجل من بنى جعدة:

لا خير فِي الحبّ وقفاً لا تحركه ... عوارض اليأس أو يرتاحه الطّمع

لو كان لي صبرها أو عندها جزعي ... لكنت أملك ما آتي وما أدع

إذا دعا باسمها داعٍ ليحزنني ... كادت له شعبةٌ من مهجتي تقع

لا أحمل اللّوم فيها والغرام بها ... ما حمّل نفسا فوق ما تسع

<<  <  ج: ص:  >  >>