للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والسرى: سير الليل.

والحوجاء: الحاجة: والعوج: فِي كل ما كان منتصبا مثل الْإِنْسَان والعصا وما أشبههما، والعوج: فِي الدين والأمر وما أشبههما.

والوتر: الذحل بكسر الواو لا غير، والوتر بفتح الواو وكسرها: الفرد، ويقرأ {وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ} [الفجر: ٣] والوتر، الفتح لغة أهل الحجاز، والكسر لغة تميم وأسد وقيس، ويقولون فِي الوتر الَّذِي هُوَ الفرد: أوترت فأنا أوتر إيتارا، وفى الدحل: وترته، فأنا أتره وترا وترة.

مطلب خروج عَبْد الملك بنفسه لقتال مصعب بْن الزبير

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عُثْمَان، قَالَ: أَخْبَرَنِي العتبى، عَنْ أبِيهِ: أن عَبْد الملك بْن مروان، رحمه الله، كَانَ يوجه إِلَى مصعب جيشا بعد جيش فيهزمون، فلما طال ذَلِكَ عَلَيْهِ واشتد غمه أمر الناس فعسكروا ودعا بسلاحه فلبسه، فلما أراد الركوب قامت إلَيْهِ أم يزيد ابنه وهي عاتكة بِنْت يزيد بن معاوية، فقَالَت: يا أمير المؤمنين، لو أقمت وبعثت إلَيْهِ لكان الرأى، فقَالَ: ما إِلَى ذَلِكَ من سبيل، فلم تزل تمشى معه وتكلمه حتى قرب من الباب، فلما يئست منه رجعت فبكت وبكى حشمها معها، فلما علا الصوت رجع إليها عَبْد الملك فقَالَ: وأنت أيضاً ممن يبكى! قاتل اللَّه كثيراً، كأنه كان يرى يومنا هذا حيث يَقُولُ:

إذا ما أراد الغزو لم تثن همه ... حصان عليها نظم در يزينها

نهته فلما لم تر النهي عاقه ... بكت فبكى مما شجاها قطينها

ثم عزم عليها بالسكوت وخرج.

وبعد هذين البيتين يَقُولُ:

ولم يثنه يوم الصبابة بثها ... غداة استهلت بالدموع شئونها

ولكن مضى ذو مرةٍ متثبت ... بسنة حق واضحٍ مستبينها

وفى عَبْد الملك يَقُولُ كثير:

أحاطت يداه بالخلافة بعد ما ... أراد رجال آخرون اغتيالها

وفى هذه القصيدة يَقُولُ فِيهِ أيضاً:

فما أسلموها عنوة عَنْ مودةٍ ... ولكن بحد المشرفى استقالها

<<  <  ج: ص:  >  >>