قبلته من بعيد ... فاعتلّ من شفتيه
ورد أخبث رد ... بالكسر من حاجبيه
فما برحت مكاني ... حتى قدرت عليه
مطلب ما قيل فِي عناق الحبيب ومن أحسن ما قيل فِي العناق
ما أنشدناه أَبُو بَكْرِ بن الأنبارى، قَالَ: أنشدنا عبد الله بن خلف، قَالَ: أنشدني أحمد بن يحيى بن أبي فنن:
خلوت فنادمتها ساعة ... على مثلها يحسد الحاسد
كأنّا وثوب الدجى مسبل ... علينا لمبصرنا واحد
قَالَ أَبُو بَكْرٍِ: وسرق هذا المعنى ابن المعتز فقَالَ:
ما أقصر الليل عَلَى الراقد ... وأهون السّقم عَلَى العائد
يفديك ما بقيت من مهجتي ... لست لما أوليت بالجاحد
كأنني عانقت ريحانة ... تنفّست فِي ليلها البارد
فلو ترانا فِي قميص الدجى ... حسبتنا من جسد واحد
وأحسن فِي هذا المعنى عَلَى بن عباس الرومي،
وأنشدناه الناجم عنه:
أعانقها والنفس بعد مشوقة ... إليها وهل بعد العناق تداني
وألثم فاها كي تموت حرارتي ... فيشتدّ ما ألقى من الهيمان
ولم يك مقدار الذي بي من الهوى ... ليشفيه ما ترشف الشفتان
كأن فؤادي ليس يشفى غليله ... سوى أن يرى الروحان يمتزجان
ولبعضهم فِي هذا المعنى:
رأيت شخصك فِي نومي يعانقني ... كما يعانق لام الكاتب الألفا
ولبشار:
فبتنا معاً لا يخلص الماء بيننا ... إلى الصبح دوني حاجب وستور
أخذ منه عَلَى بن الجهم، فقَالَ:
فبتنا جميعاً لو تراق زجاجة ... من الخمر فيما بيننا لم تسرب