أي يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، وقَالَ: أحمد بن عبيد: حولق الرجل وحوقل إذا قَالَ: لا حول ولا قوة إلا بالله، وبسمل الرجل إذا قَالَ: باسم الله، وقد أخذنا فِي البسملة،
وأنشدنا ابن الأعرابي:
لقد بسملت ليلى غداة لقيتها ... فيا بأبي ذاك الغزال المبسمل
وقَالَ أَبُو عكرمة الضبي: قد هيلل الرجل إذا قَالَ: لا إله إلا الله، وقد أخذنا فِي الهيللة، وقَالَ الخليل بن أحمد: حيعل الرجل إذا قَالَ حيّ عَلَى الصلاة، قَالَ الشاعر:
أقول لها ودمع العين جارٍ ... ألم يحزنك حيعلة المنادي
[تفسير حديث أكل السفرجل يذهب بطخاء القلب]
وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ الْكُدَيْمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ زَكَرِيَّا الْبَزَّازُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ أَزْهَرَ الْوَاسِطِيُّ، عَنْ أَبَانٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَكْلُ السَّفَرْجَلِ يَذْهَبُ بِطَخَاءِ الْقَلْبِ» قَالَ أَبُو بَكْرٍِ: الطخاء: الثقل والظلمة، يُقَال: ليلةٌ طخياء وطاخيةٌ.
قَالَ: وأنشدنا أَبُو العباس ثعلب عَنِ ابن الأعرابي:
ليت زماني عاد لي الأولّ ... وما يردّ ليت أو لعلّ
وليلة طخياء يرمعلّ ... فيها عَلَى الساري ندى مخضل
يقَالَ: ارمعلّ وارمعنّ إذا سال، وقَالَ الطخاء: الغيم الكثيف، لم أسمع الطخاء الغيم الكثيف إلا منه، فأما الذي عليه عامة اللغويين فالطخاء: الغيم الذي ليس بكثيف.
وقَالَ الأصمعي: الطخاء، والطهاء والطخاف والعماء: الغيم الرقيق، كذلك روى عنه أَبُو حاتم، وقَالَ أَبُو عبيد عنه: الطّخاء: السحاب المرتفع، وفسّر أَبُو عبيد حديث النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: الطخاء: الغشى والثقل، وهذا شبيه بالقول الأول، وحقيقته عندي أي ما جلّل القلب حتى يسدّ الشهوة، ولذا قيل للسحاب: طخاء لأنه يجلّل السماء، ولذلك قيل لليلة المظلمة: طخياء لأنها تجلّل الأرض بظلمتها.
ما وقع لدريد بن الصمة يوم الظعينة وإغارة بني كنانة عَلَى بني جشم
وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بن دريد، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حاتم، عَنْ أبى عبيدة، قَالَ: خرج دريد بن الصمّة فِي فوارس من بني جشم حتى إذا كانوا فِي واد لبني كنانة رفع لهم رجل فِي ناحية الوادي ومعه ظعينةٌ،