[شرح أبيات لضمرة بن ضمرة]
قَالَ: وقرأت عَلَى أَبِي بَكْرِ بن الأنباري، فِي كتابه، وقرئ عليه فِي المعاني الكبير ليعقوب بن السّكّيت، وأنا أسمع، قَالَ: وقرأت بعض هذه الأبيات عَلَى أَبِي بَكْرِ بن دريد فِي كتاب النوادر لابن دريد، قَالَ ضمرة بن ضمرة:
بكرت تلومك بعد وهنٍ فِي النّدى ... بسلٌ عليك ملامتي وعتابي
ولقد علمت فلا تظنّي غيره ... أن سوف تخلجني سبيل صحابي
أصرها وبنى عمر ساغبٌ ... فكفاك من إبةٍ عَلَى وعاب
أرأيت إن صرخت بليلٍ هامتي ... وخرجت منها بالياً أثوابي
هل تخمشن إبلي عَلَى وجوهها ... أم تعصبن رءوسها سلاب
بكرت: عجلت، ومنه باكورة الرّطب والفاكهة وهو المتعجّل منه، ولم يرد الغدّو، ألا تراه، قَالَ: بعد وهنٍ أي بعد نومة، والعرب تقول أنا أُبكّر إليك العشيّة أي أُعجل ذلك وأسرعه.
والبسل: الحرام هاهنا، قَالَ زهير:
بلادٌ بها نادمتهم وألفتهم ... فإن تقويا منهم فإنهما بسل
أي حرام، وقَالَ أَبُو حاتم، يُقَال: للواحد والإثنين والجماعة والمؤنث والمذكر بسلٌ بلفظ الواحد، كما يُقَال: رجل عدل وقوم عدل، والبسل فِي غير هذا: الحلال وهو من الأضداد.
قَالَ: أنشدني أَبُو بَكْرِ بن دريد، رحمه الله، قَالَ: أنشدنا أَبُو حاتم، عَنْ أبى زيد:
زيادتنا نعمان لا تحرمننا ... اتق الله فينا والكتاب الذي نتلو
أيثبت ما زدتم وتلغى زيادتي ... دمي إن أسيغت هذه لكم بسل
أي حلال، وتخلجني: تجذبني، ومنه قيل للماء: خليج لأنه انجذب إِلَى جهة من الجهات، ومنه قيل للّجام: خليج لأنه يجذب الدابة، ويمكن أن يكون فعيلاً فِي معنى مفعول لأنه يخلج أي يجذب، والسّغب: الجوع، والمسغبة: المجاعة، والساغب: الجائع، والإبة: الحياء، يُقَال: أوأبته فاتأب مثل اتّعد.
وحكى يعقوب، عَنْ أبي عمرو الشّيباني، قَالَ: حضرني أعرابي فقدّمت إليه طعاماً فأكل منه فقلت له: ازدد، فقَالَ: يا أبا عمرو ما طعامك بطعام تؤبة.
وقَالَ أَبُو زيد لأعرابية