للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نمى به إِلَى الذرى هشام ... قرم وآباء له كرام

جحاجح خضارمٌ عظام ... من آل مخزوم هم الأعلام

الهامة العلياء والسنام

[ما وصفت به أم الفضل ابنها عبد الله بن عباس وهي ترقصه]

قَالَ: وأَخْبَرَنِي عمي، عَنْ أبيه، عَنْ هشام، قَالَ: قَالَت أم الفضل بنت الحارث الهلالية وهي ترقص ابنها عبد الله بن العباس:

ثكلت نفسي وثكلت بكري ... إن لم يسد فهراً وغير فهر

بالحسب العدّ وبذل الوفر ... حتى يوارى فِي ضريح القبر

سمعت ابن خيرٍ الورّاق، وقد سأل أَبُو بَكْرِ بن دريد، فقَالَ له: مم اشتق العقل؟ فقَالَ: من عقال الناقة، لأنه يعقل صاحبه عَنِ الجهل أي يحبسه، ولهذا قيل: عقل الدراء بطنه أي أمسكه، ولذلك سميت خبراء بالدهناء معقلة، لأنها تمسك الماء، قَالَ: فممّ اشتق اللحد؟ قَالَ: من قولهم لحد إذا عدل، لأنه عدل إِلَى أحد شقي القبر، قَالَ: فمم استق الضريح؟ قَالَ: هو بمعنى مضروح كأنه ضرحه جانباه أي دفعاه فوقع فِي وسطه

وقرأت عَلَى أَبِي بَكْرِ بن دريد من شعر الحطيئة:

وإن التي نكبتها عَنْ معاشر ... عَلَى غضابٍ أن صددت كما صدوا

أتت آل شمّاس بن لأيٍ وإنما ... أتاهم بها الأحلام والحسب العدّ

فإن الشقي من تعادي صدورهم ... وذو الجد من لانوا إليه ومن ودوا

الحسب: الشرف، والعدّ: القديم، ويقَالَ: بئر عدّ، إذا كانت لها مادةٌ من الأرض.

يسوسون أحلاماً بعيداً أناتها ... وإن غضبوا جاء الحفيظة والجد

<<  <  ج: ص:  >  >>