للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخوف، وحثثت الأمل، وبقيت الرجل، وضربته ضربةً لو كانت بأهل عكاظ قتلتهم، وفي ذلك يقول النّجاشي:

إذا حيّةٌ أعيا الرّقاة دواؤها ... بعثنا لها تحت الظّلام ابن ملجم

[وصية بعضهم لولده لما أراد التزوج وجواب ابنة الخسن لمن سألها]

وقَالَ يعقوب: قَالَ الفراء: سمعت الكلابيّ، يقول: قَالَ بعضهم لولده: يا بنيّ، لا تتّخذها حنّانةً، ولا أنّانة، ولا منّانة، ولا عشبة الدّار، ولا كبة القفاء.

الحنّانة: التي لها ولد من سواه فهي تحنّ عليهم، والأنّانة: التي مات عنها زوجها فهي إذا رأت الزوج الثاني أنّت، وقَالَت: رحم الله فلاناً، لزوجها الاوّل، والمنّانة: التي لها مال، فهي تمنّ عَلَى زوجها كلما أهوى إِلَى شيء من مالها، وقوله: عشبة الدار يريد الهجينة، وعشبة الدار: التي تنبت فِي دمنة الدار وحولها عشبٌ فِي بياض الأرض فهي أفخم منه وأضخم، لأنها غذتها الدّمنة، وذلك أطيب للأكل رطباً ويبساً، لأنه نبت فِي أرض طيبة وهذه نبتت فِي دمنة فهي منتنة رطبةٍ، وإذا يبست صارت حتاتاً وذهب قفّها فِي الدّمنة فلم يمكن جمعه، وذلك يجمع قفّه لأنه فِي أرض طيبة، قَالَ أَبُو العباس أحمد بن يحيى: القفّ: ما يبس من البقل، وسقط عَلَى الأرض فِي موضع نباته.

وقوله: كبّة القفا هي التي يأتي زوجها أو ابنها القوم، فإذا انصرف من عندهم، قَالَ رجل من جبناء القوم: قد والله كان بيني وبين امرأة هذا المولى أو أمه أمر.

وقَالَ بهدل الزبيري: أتى رجلٌ ابنة الخّس يستشيرها فِي امرأة يتزوجها فقَالَت: انظر رمكاء جسيمة، أو بيضاء وسيمة، فِي بيت جدٍّ، أو بيت حدّ، أو بيت عز.

قَالَ: ما تركت من النساء شيئاً، قَالَت: بلى! شر النساء تركت، السّويداء الممراض، والحميراء المحياض، الكثيرة المظاظ، الرّمكاء: السّمراء، والرّمكة: لون الرماد، ومنه قيل: بعير أرمك، وناقة رمكاء، والمظاظ: المشارّة والمشاقّة، قَالَ رؤبة:

لأواءها والأزل والمظاظا

اللأواء: الشدّة، والأزل: الضيق.

<<  <  ج: ص:  >  >>