للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ: وحرّم عفيف بن معد يكرب عمّ الأشعث بن قيس الخمر وقَالَ:

وقائلة هلّم إِلَى التصابي ... فقلت عففت عما تعملينا

وودّعت القداح وقد أراني ... بها فِي الدهر مشعوفا رهينا

وحرّمت الخمور عَلَى حتّى ... أكون بقعر ملحود دفينا

وقَالَ عفيف بن معد يكرب أيضاً:

فلا والله ألفى وشرباً ... أنازعهم شراباً ما حييت

أبي لي ذلك آباء كرام ... وأخوال بعزّهم ربيت

قَالَ: وحرّم سويد بن عديّ بن عمرو بن سلسلة الطائي ثم المعنيّ الخمر وأدرك الإسلام فقَالَ:

تركت الشّعر واستبدلت منه ... إذا داعي منادي الصّبح قاما

كتاب الله ليس له شريك ... وودّعت المدامة والنّدامى

وحرّمت الخمور وقد أراني ... بها سدكاً وإن كانت حراما

[مطلب شرح مادة الشعف بالمهملة]

والشغف بالمعجمة: الشغف: حرقة يجدها الرجل مع لذّة فِي قلبه، ولذلك قَالَ امرؤ القيس:

أيقتلني وقد شعفت فؤادها ... كما شعف المهنوءة الرّجل الطالى

لأن المهنوءة تجد للهناء لذة مع حرقة.

والشّغف أن يبلغ الحب شغاف القلب، وهي جلدة دونه، والشّغاف أيضاً: داء يكون فِي أحد شقيّ البطن، ولذلك قَالَ النابغة:

وقد حال همّ دون ذلك والج ... ولوج الشّغاف تبتغيه الأصابع

يعني أصابع الأطباء يلمسنه: هل وصل إِلَى القلب أم لا، لأنه إذا اتصل بالقلب تلف صاحبه.

ويقَالَ: سدك به وعسك وعسق ولكد ولكى وحلس وعبق ولذم وغرى، إذا لصق به ولزمه، وكذلك درب به، وضرى به، ولهج به، وأعصم به، وأخلد به، وعضّ به وأزم به وألظّ به، قَالَ الحارث بن حلّزة:

طرق الخيال ولا كليلة مدلج ... سدكا بأرحلنا ولم يتعرج

<<  <  ج: ص:  >  >>