ويا حبها زدنى جوى كل ليلة ... ويا سلوة الأيام موعدك الحشر
فليست عشيات الحمى برواجع ... لنا أبداً ما أبرم السلم النضر
ولا عائد ذاك الزمان الذى مضى ... تباركت ما تقدر يقع ولك الشكر
قَالَ أَبُو بَكْرٍِ: وزادنى أبى عَنْ أحمد بن عبيد:
هجرتك حتى قلت لا يعرف القلى ... وزرتك حتى قلت ليس له صبر
صدقت أنا الصب المصاب الذي به ... تباريح حب خامر القلب أو السحر
فيا حبذا الأحياء ما دمت فيهم ... ويا حبذا الأموات ما ضمك القبر
مطلب حديث الأرابي الذي اشترى خمرًا بجزة صوف وما حصل بينه وبين امرأته وتفسير الغريب من ذلك
وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عبد الرحمن، عَنْ عمه، أو أَبُو حاتم، الشك من أبى عَلَى، عَنِ الأصمعى، قَالَ: اشترى أعرابي خمرا بجزة من الصوف فغضبت عليه امرأته فأنشأ يقول:
غضبت عَلَى أن شربت بصوف ... ولئن غضبت لأشربن بخروف
ولئن غضبت لاشربن بنعجة ... دهساء مالئة الإناء سحوف
ولئن غضبت لأشربن بسابح ... نهدٍ أشم المنكبين منيف
ولئن غضبت لأشربن بناقةٍ ... كوماء ناوية لعظام صفوف
ولئن غضبت لأشربن بواحدي ... ولأجعلن الصبر منه حليفي
ولقد شهدت الخيل تعثر بالقنا ... وأجبت صوت الصارخ الملهوف
ولقد شهدت إذا الخصوم تواكلوا ... بخصام لا نزقٍ ولا علفوف
الصفوف التى تصف بين رجليها عند الحلب، ويقَالَ: التى تصف بين محلبيها.
والسحوف التى لها سحفتان من الشحم، أى طبقتان.
والسحف: القشر، يُقَال: سحفت الشىء: قشرته.
والعلفوف: الحافي.
وقرأت عَلَى أبى عبد الله إبراهيم بن عرفة لذى الرمة:
كأن أعجازها والريط يعصبها ... بين العبرين وأعناق العواهيج
أتقاء سارية حلت عزاليها ... من آخر الليل ريح غير حرجوج