للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ أَبُو العباس، قَالَ عبد الله بن شبيب، حدثتني أم المغوار الباهلية، قَالَت: كنت بفناء بيتي فِي السحر، فمر بنا ركب فتمثلت بهذا البيت:

ألا أيها الركب المخبون هل لكم ... بساكن أجزاع الحمى بعدنا خبر

فأجابنا غلام من صدر راحلته فقَالَ:

فقالوا طوينا ذاك ليلا فإن يكن ... به بعض من تهوى فما شعر السفر

خليلى هل يستخبر الرمث والغضا ... وطلح الكدا من بطن مروان والسدر

هكذا أنشدناه أَبُو بَكْرِ بن الأنباري، عَنْ أبي العباس، بفتح الكاف وقَالَ: هو اسم موضع.

: أحسبه أراد كداء فقصر للضرورة،

وأنشدنا أَبُو بَكْرِ بن دريد: كدى بضم الكاف وقَالَ: هو جمع كدية:

أما والذى أبكى واضحك والذى ... أمات وأحيا والذى أمره الأمر

لقد كنت آتيها وفى النفس هجرها ... بتاتا لأخرى الدهر ما طلع الفجر

فما هو إلا أن أراها فجاءة ... فأبهت لا عرف لدى ولا نكر

وأنسى الذي كنت فيه هجرتها ... كما قد تنسى لب شاربها الخمر

وما تركت لى من شداً أهتدى به ... ولا ضلع إلا وفى عظمها وقر

وقد تركتنى أغبط الوحش أن أرى ... أليفين منها لا يروعهما الذعر

ويمنعنى من بعض إنكار ظلمها ... إذا ظلمت يوما وإن كان لى عذر

مخافة أنى قد علمت لئن بدا ... لى الهجر منها ما عَلَى هجرها صبر

وأنى لا أدري إذا النفس أشرقت ... عَلَى هجرها ما يبلغن بى الهجر

قَالَ عبد الله بن شبيب، حَدَّثَنِي الزبير، قَالَ: لما أنشد أَبُو السائب هذا البيت قَالَ: الموت الأحمر، والله يا بن أخى ما دونه شىء:

أبى قلب إلا حبها عامريةً ... لها كنيةً عمرو وليس لها عمرو

تكاد يدى تندى إذا ما لمستها ... وينبت فِي أطرافها الورق النضر

وإني لتعروني لذاكرك هزة ... كما انتقض العصفور بلله القطر

تمنيت من حبى علية أننا ... عَلَى رمثٍ فِي البحر ليس لنا وفر

علي دائم لا يعبر الفلك موجه ... ومن دوننا الأهول واللجج الخضر

فنقضى هم النفس فِي غير رقبة ... ويغرق من نخشى نميمته البحر

عجبت لسعى الدهر بينى وبينها ... فلما انقضى ما بيننا سكن الدهر

قَالَ أَبُو عبد الله: وأنشدنى أبن أبى أويس:

فيا حب ليلى قد بلغت بى المدى ... وزدت عَلَى ما ليس يبلغه الهجر

<<  <  ج: ص:  >  >>