ران بهم: غلب، قَالَ الله تعالى: (كلا بل ران عَلَى قلوبهم) .
وطخطخ: أظلم.
والمختضر: الذي يموت حدثاً، وهو مأخوذ من الخضرة، كأنه حسد أخضر.
وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حاتم، عَنِ الأصمعى، قَالَ: كان شاب من العرب يلقى شيخاً منهم فيقول: استحصدت يا عماه! فيقول له الشيخ: يا بن أخي وتختضرون، فمات الشاب قبل الشيخ بمدة طويلة ويفرطون: يقدمون.
وقَالَ أَبُو عبيدة: قَالَ الأموي: الحجر الأيرّ عَلَى مثال الأصم: الصلب.
وتوفضون: تسرعون، يُقَال: أوفض يوفض إيفاضاً إذا أسرع، قَالَ الله جل وعز: (كأنهم إِلَى نصبٍ يوفضون) .
فأما يفيضون فيدفعون قَالَ الأصمعي: يُقَال أفاض من عرفة إِلَى منىً: أي دفع.
[مطلب ما دار بين معاوية بن أبي سفيان وعرابة بن أوس من الحديث]
وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍِ، رحمه الله، قَالَ: أَخْبَرَنَا الرياشي، عَنِ العتبي، عَنْ رجل من الأنصار من أهل المدينة، قَالَ: قَالَ معاوية لعرابة بن أوس بن حارثة الأنصاري: بأي شيء سدت قومك يا عرابة؟ قَالَ: أخبرك يا معاوية بأني كنت لهم كما كان حاتم لقومه، قَالَ: وكيف كان؟ فأنشدته:
وأصبحت فِي أمر العشيرة كلها ... كذي الحلم يرضى ما يقول ويعرف
وذاك لأني لا أعادي سراتهم ... ولا عَنْ أخي ضرائهم أتنكف
وإني لأعطي سائلي ولربما ... أكلف مالا أستطيع فأكلف
وإني لمذموم إذا قيل حاتم ... نبا نبوةً إن الكريم يعنف
ووالله إني لأعفو عَنْ سفيههم وأحلم عَنْ جاهلهم وأسعى فِي حوائجهم، وأعطي سائلهم، فمن فعل فعلي فهو مثلي، ومن فعل أحسن من فعلي فهو أفضل مني، ومن قصر عَنْ فعلي فأنا خير منه، فقَالَ معاوية: لقد صدق الشماخ حيث يقول فيك:
رأيت عرابة الأوسي يسمو ... إِلَى الخيرات منقطع القرين
إذا ما رايةٌ رفعت لمجد ... تلقاها عرابة باليمين
وأنشدنا أَبُو بَكْرٍِ، رحمه الله، قَالَ: أنشدنا أَبُو حاتم:
ألوم النائبات من الليالي ... وما تدري الليالي من ألوم
ولكن المنية لو أصيبت ... بمصرعه هي الثأر المنيم