يا ركوداً فِي يوم غيم وصيف ... يا وجوه التّجار يوم الكساد
خلِّ عنَّا فإنما أنت فينا ... واو عمرو وكالحديث المعاد
وامض فِي غير صحبة الله ما عشت ... ملّقى من كلِّ فجّ وواد
يتخطى بك المهامه والبيد ... دليل أعمى كثير الرّقاد
خلفك الثائر المصمم بالسيف ... ورجلاك فوق شوك القتاد
قَالَ: وأنشدنا أبي:
ربّما يثقل الجليس وإن كان ... خفيفاً فِي كفّة الميزان
ولقد قلت حين وتد فِي البيت ... ثقيلٌ أربى عَلَى ثهلان
كيف لم تحمل الأمانة أرضٌ ... حملت فوقها أبا سفيان
[ما دار بين عبد الملك بن مروان وعزة صاحبة كثير يوم دخلت عليه]
وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بن الأنباري، قَالَ: حَدَّثَنِي أبي، عَنْ عكرمة الضّبّي، قَالَ: قَالَ العتبي: دخلت عزّة عَلَى عبد الملك بن مروان، فقَالَ لها: يا عزّة، أنت عزّة كثيّر؟ فقَالَت: أنا أمّ بكر الضّمريّة، فقَالَ لها: أتروين قول كثيّر:
وقد زعمت أني تغيّرت بعدها ... ومن ذا الذي يا عز لا يتغيّر
تغيّر جسمي والخليقة كالتي ... عهدت ولم يخبر بسّرك مخبر
فقَالَت: لا أروي هذا، ولكني أروي قوله:
كأني أنادي صخرةً حين أعرضت ... من الصّمّ لو تمشى بها العصم زلّت
صفوحاً فما تلقاك إلا بخيلةً ... فمن ملّ منها ذلك الوصل ملّت
قصيدة كثير التائية التي منها البيت المشهور
وما كنت أدري قبل عزة ما البكا. . . . . . الخ
وقرأت هذه القصيدة عَلَى أَبِي بَكْرِ بن دريد، رحمه الله، فِي شعر كُثيِّر وهي من منتخبات شعر كثير، وأولها:
خليليّ هذا ربع عزّة فاعقلا ... قلوصيكما ثم ابكيا حيث حلت