فلو تحسن التشبيه والوصف لم تقل ... لشاة النقا آأنت أَمْ أُمّ سالم
جعلت لها قرنين فوق جبينها ... وظلفين مشقوقين تحت القوائم
فقَالَ ذو الرمة:
هي الشبه إلا مدرييها وأدنها ... سواء وإلا مشقة بالقوائم
وأنشدنا غير واحد من أصحابنا قول الشماخ:
وتشكو بعينٍ ما أكلّ ركابها ... وقيل المنادي أصبح القوم أدلجى
يريد: وتشكو هذه المرأة السرى الذي قد أكل ركابها، وذلك أنه استبان ذلك فِي عينها لغئورها وانكسار طرفها ونعاسها، وتشكو أيضاً قول المنادي أي تشنيع ذلك عليها، ويروى: ما أكلت ركابها.
ثم قَالَ:
فظلت كأني أتقي رأس حية ... بحاجتها إن تخطئ النفس تعرج
يقول: أتقي أن أبوح بما أجد كما أتقي رأس حية إن لم تقتل أعرجت، أي لا أقدر أن أكلمها من الرقباء، ومعنى بحاجتها أي بحاجتي إليها.
حديث أعرابي دخل عَلَى بعض الأمراء وشرب الخمر وهو لا يعلمها
وحَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بن دريد، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عثمان، عَنِ التوزى، عَنْ أبى عبيدة: أن أعرابياً دخل عَلَى بعض الأمراء وهو يشرب، فجعل يحدثه وينشده ثم سقاه، فلما شربها قَالَ: هي والله أيها الأمير، أي هي الخمر، فقَالَ: كلا، إنها زبيب وعسل، فلما قَالَ له قل فيها، فقَالَ:
أتانا بها صفراء يزعم أنها ... زبيب فصدقناه وهو كذوب
وما هي إلا ليلةٌ غاب نجمها ... أواقع فيها الذنب ثم أتوب