بريا تمنّى الذّنب لمّا هجرته ... لكيما يُقَال الهجر من سبب الذّنب
وقد كنت أشكو عتبها وعتابها ... فقد فجعتني بالعتاب وبالعتب
قَالَ: وأنشدنا عبد الله بن جعفر النحوي، قَالَ: أنشدنا أَبُو العباس، عَنْ محمد بن يزيد، قَالَ: أنشدنا عَلَى بن قطرب، لأبيه:
أشتاق بالنّظرة الأولى قرينتها ... كأنّني لم أسلف قبلها نظرا
تفسير قوله تعالى: {الصَّمَدُ} [الإخلاص: ٢]
وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بن الأنبارى، قَالَ: فِي قوله عز وجل: {الصَّمَدُ} [الإخلاص: ٢] ثلاثة أقوال، قَالَ جماعة من اللغويين: الصّمد: السيّد الذي ليس فوقه أحد لأنه يصمد إليه الناس فِي أمورهم، قَالَ: وأنشدنا:
سيروا جميعاً بنصف اللّيل واعتمدوا ... ولا رهينة إلا سيدٌ صمد
وقَالَ الآخر:
علوته بحسام ثم قلت له ... خذها حذيف فأنت السيّد الصّمد
يعني حذيفة بن بدر، وقَالَ الآخر:
ألا بكر النّاعي بخيري بني أسد ... بعمرو بن مسعود وبالسيد الصمد
قوله يصمد أي يقصد قَالَ طرفة:
وإن يلتق الحيّ الجميع تلاقني ... إِلَى ذروة البيت الكريم المصمد
وهذا القول الذي يصح فِي الإشتقاق واللغة قَالَ: وحكى أَبُو بَكْرٍ، عَنِ الأعمش أنه، قَالَ: الصّمد الذي لا يطعم، وحكى عَنِ السّدّي، أنه قَالَ: الصّمد: الذي لا جوف له.
قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ الْكُدَيْمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُفْيَانَ الْجَحْدَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ تَوَضَّأَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَبِهَا وَنِعْمَتْ وَمَنِ اغْتَسَلَ فَالْغُسْلُ أَفْضَلُ» قَالَ أَبُو بَكْرٍ: تفسير فبها فبالرّخصة أخذ، ويقَالَ: بالسّنّة أخذ، ومعنى قوله ونعمت أي الخصلة الوضوء، ولا يجوز ونعمه بالهاء لأن مجرى التاء التي فِي نعمت مجرى التاء التي فِي قامت وقعدت