ذممت ولم تحمد وأدركت حاجتي ... تولّى سواكم شكرها واصطناعها
أبى لك فعل الخير رأىٌ مقصرٌ ... ونفسٌ أضاق الله بالخير باعها
إذا هي حثّته عَلَى الخير مرةً ... عصاها وإن همّت بسوءٍ أطاعها
تعريض بعض الأعراب لإبنه وقد أسر لينجو بعد أن اشتطّ آسروه فِي الفداء
وقرأت عَلَى أبي عمر المطرّز، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بن يحيى، عَنِ ابن الأعرابي، قَالَ: أسرت طيء رجلاً شاباً من العرب فقدم أبوه وعمّه ليفدياه، فاشتطّوا عليهما فِي الفداء فأعطيا لهم عطية لم يرضوها، فقَالَ: أبوه لا، والذي جعل الفرقدين يمسيان ويصبحان عَلَى جبل طيء لا أزيدكم عَلَى ما أعطيتكم، ثم انصرفا، فقَالَ الأب للعم: لقد ألقيت إِلَى ابني كليمة، لئن كان فيه خير لينجونّ، فما لبث أن نجا وأطرد قطعة من إبلهم، فكأنّ أباه قَالَ له: الزم الفرقدين عَلَى جبل طيء، فإنهما طالعان عليهما وهما لا يغيبان عنه
وبهذا الإسناد قَالَ ابن الأعرابي: الورث فِي الميراث، والإرث فِي الحسب، وقَالَ: إذا نمت من أول الليل نومةً ثم قمت فتلك النّاشئة، قَالَ: ويقَالَ: رجل معمٌّ ملمٌّ أي يعمُّ القوم ويجمعهم
قَالَ: وأنشدنا أَبُو عبد الله، قَالَ: أنشدنا أحمد بن يحيى:
ثلاثة أبياتٍ فبيتٌ أحبّه ... وبيتان ليسا من هواي ولا شكلي
فيأيّها البيت الذي حيل دونه ... بنا أنت من بيتٍ وأهلك من أهل
بنا أنت من بيت دخولك لذّةٌ ... وظلّك لو يسطاع بالبارد السّهل
قَالَ: وأنشدنا أَبُو عبد الله، قَالَ: أنشدنا أحمد بن يحيى:
أتيت بني عمّي ورهطي فلم أجد ... عليهم إذا اشتدّ الزمان معوّلا
ومن يفتقر فِي قومه يحمد الغنى ... وإن كان فيهم ماجد العمِّ مخولا
يمنون إن أعطوا ويبخل بعضهم ... ويحسب عجزاً سمته إن تجمّلا
ويزري بعقل المرء قلة ماله ... وإن كان أقوى من رجالٍ وأحولا
فإن الفتى ذا الحزم رام بنفسه ... حواشي هذا الليل كي يتمولا