حاجتك فِي خاصة نفسك، قَالَت: يا أمير المؤمنين، إني أكره أن تنزل وادياً فيرفّ أوله، ويقفّ آخره، وقَالَ أَبُو عبيدة: هذا أهجر من هذا أي أعظم منه.
وحَدَّثَنَا أَبُو عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو العباس، عَنِ ابن الأعرابي، قَالَ: يُقَال: هذا الطريق أهجر من هذا أي أبعد منه، والهجرة: البعد، وأصل هذه العبارات كلها واحد وقَالَ غيره: والهاجري: وقَالَ بعضهم والهاجريّ منسوب إِلَى هجر، فأدخل فيه الألف واللام، وليس هذا القول بمرضيٍّ، وقَالَ أَبُو نصر والهاجرة والهجير والهجر وقت زوال الشمس، قَالَ الشاعر:
كأنّ العيس حين أنخن هجرا ... مفقأة نواظرها سوامي
ويقَالَ: ما زال ذلك هجيراه، أي دأبه الذي يهجر به، ويقَالَ: إهجيراه أيضاً لغتان، ويقَالَ: أتانا عَلَى هجر أي بعد سنة فصاعداً.
[شرح سؤال بعض الأعراب]
وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍِ، رحمه الله، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو حاتم، عَنْ أبي عبيدة، عَنْ يونس، قَالَ: وقف أعرابي فِي المسجد الجامع فِي البصرة، فقَالَ: قلّ النّيل، ونقص الكيل، وعجفت الخيل، والله ما أصبحنا ننفخ في وضح، وما لنا في الدّيوان من وشمة، وإنا لعيال جربّة، فهل من معين أعانه الله يعين ابن سبيل، ونضو طريق، وفلّ سنة؟ فلا قليل من الأجر ولا غنى عَنِ الله، ولا عمل بعد الموت: الوضح: اللّبن، وإنما سمي وضحاً وقَالَ الهذلي:
عقّوا بسهمٍ فلم يشعر به أحد ... ثم استفاءوا وقالوا حبذّا الوضح
عقّوا: رموه إِلَى السماء، واستفاءوا: رجعوا، والوشمة مثل الوشم فِي الذراع، يريد الخطّ، والجربة: الجماعة، ويقَالَ: الجربّة: المتساوون، ويقَالَ: عيال جربّة، أي كبار كلهم لا صغير فيهم، قَالَ: الراجز:
جربّة كحمر الأبك ... لا ضرعٌ فيهم ولا مذكّى
والفلّ: القوم المنهزمون، يعني يعني أنه انهزم من الجدب، والفلّ: الأرض التي لم يصبها مطر، وجمعها أفلال.