للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليه سمنا، ثم لفته حتى التبك، ثم ذر عليه دقيقاً وقربه إِلَى، فقلت: إنى إِلَى غير هذا أحوج قَالَ: وما هو؟ قلت: تنشدنى، فقَالَ: أصب فإنى فاعل، فلقمت لقيماتٍ وقلت: الوعد، فقَالَ: ونعمى عينٍ، ثم أنشدنى:

لقد طرقت أم الخشيف وإنها ... إذا صرع القوم الكري لطروق

فيا كبدا يحمى عليها وإنها ... مخافة هيضات النوى لخفوق

أقام فريق من أناس يودهم ... بذات الغضا قلبى وبان فريق

بحاجة محزون يظل وقلبه ... رهين ببيضات الحجال صديق

تحملن أن هبت لهن عشيةً ... جنوب وأن لاحت لهن بروق

كأن فضول الرقم حين جعلنها ... غديا عَلَى أدم الجمال عذوق

وفيهن من بحت النساء ربحلة ... تكاد عَلَى غر السحاب تروق

هجان فأما الدعص من أخرياتها ... فوعث وأما خصرها فدقيق

قَالَ: ففارقته وأنا من أشد الناس ظمأ إِلَى معاودة إنشاده

مطلب الكلام عَلَى مادة ع ر ض وشرح حديث الأعرابي مع ضيفه

العرض: وادٍ باليمامة، وكل واد يُقَال له: عرض، يُقَال: أخصب ذلك العرض، وأخصبت أعراض المدينة.

والعرض أيضاً الريح، يُقَال: فلان طيب العرض، وفلان منتن العرض، أي الريح.

والعرض أيضاً: ما ذم من الإنسان أو مدح، يُقَال، فلان نقي أن يشتم أو يعاب، واختلف فيه، فقَالَ أَبُو عبيد: عرضه: آباؤه وأسلافه، وخالفه ابن قتيبة، فقَالَ: عرضه: جسده، واحتج بحديث صلى الله وعليه وسلم فِي صفة أهل الجنة: لا يبولون ولا يتغوطون إنما هو عرق يجرى من أعراضهم مثل المسك يعنى من أبدانهم، ونصر شيخنا أَبُو بَكْرِ بن الأنبارى أبا عبيد، فقَالَ: ليس هذا الحديث حجةً له، لأن الأعراض عند العرب المواضع التى تعرق من الجسد قَالَ: والدليل عَلَى غلط ابن قتيبة فِي هذا التأويل وصحة تأويل أبى عبيد قول مسكين الدارمى:

رب مهزولٍ سمين عرضه ... وسمين الجسم مهزول الحسب

<<  <  ج: ص:  >  >>