فمعناه: رب مهزول البدن والجسم كريم الآباء، قَالَ: وأما احتجاجه ببيت حسان بن ثابت:
فإن أبى ووالده وعرضى ... لعرض محمد منكم وقاء
فِي أن العرض الجسم، فليس كما ذكر، لأن معناه: فإن أبى ووالده وآبائى، فأتى بالعموم بعد الخصوص، ذكر الأب ثم جمع الآباء، كما قَالَ الله جل وعز: {ولقد أتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم} فخص السبع ثم أتى بالقرآن العام بعد ذكره إياه، والذى قاله ابن قتيبة قد قاله غيره، ويمكن من ينصر ابن أن يقول: بيت مسكين مثل، ومعناه: رب مهزول الجسم سمين الحسب، أى عظيم الشرف، وسمين الجسم مهزول الحسب، أي ضعيف الشرف.
والعرض: ما خالف الطول.
والعرض من المال: ما ليس بنقد، والجمع عروض، يُقَال: اقبل منى عرضاً، أى دابة أو متاعا.
والعرض: سفح الجبل، أي ناحيته، قَالَ ذو الرمة:
أدنى تقاذفه تقريب أو خبب ... كما تدهدى من العرض الجلاميد
ويقَالَ للجيش إذا كان كثيراً: ما هو إلا عرض من الأعراض، يشبه بناحية الجبل، قَالَ رؤبة:
إنا إذا قدنا لقومٍ عرضا ... لم نبق من بغى الأعادى عضا
والعض: الداهية.
والعرض: مصدر عرضته عَلَى البيع أعرضه عرضا.
والعرض: مصدر عرضت العود عَلَى الإناء أعرضه عرضا.
والعرض مصدر عرضت له من حقه ثوبا، فأنا أعرضه عرضا إذا أعطيته ثوبا مكان حقه، هذه كلها مفتوحة العين مسكنة الراء، وكذلك مصدر عرضت له حاجة وعرضت عليه الحاجة.
والعرض بضم العين: الناحية، يُقَال: ضربت به عرض الحائط، ويقَالَ: خرجوا يضربون الناس عَنْ عرض، يريدون عَنْ شق وناحية، لا يبالون من ضربوا، ومنه استعراض الخوارج الناس إذا لم يبالوا من قتلوا.
ويقَالَ: قد أعرض لك الظبى، أى أمكنك من عرضه، أى من ناحيته.
والعرض مفتوح الراء: حطام الدنيا وما يصيب منها الإنسان، يُقَال: إن الدنيا عرض حاضر، يأكل منها البر والفاجر.
والعرض أيضاً: الأمر يعرض للإنسان من مرض أو كسر أو غيرها مما يبتلى به، ويقَالَ: عرض له عارض، مثل عرضٍ، ولا تزال عارضة تعرض.
والعارض: الأسنان التى بعد الثنايا، وهى الضواحك، وجمعه عوارض، يُقَال امرأة نقية العارض، ومصقولة العارض، قَالَ جرير: