للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فهل من معير طرف عين خليّة ... فإنسان طرف العامري كليم

رمى طرفه البرق الهلالي رمية ... بذكر الحمى وهناً فبات يهيم

فقلت له: يا هذا، إنك لفي شغل عَنْ هذا، فقَالَ: صدقت، ولكن أنطقني البرق، ثم اضطجع فما كان ساعة حتى مات، فما يتوهّم عليه غير الحب.

وكان أَبُو بَكْرِ بن دريد، رحمه الله، كثيرا ما ينشد آخر بيت من هذه الأبيات، ثم أنشدني يوماً:

ثقي بجميل الصبر منّى عَلَى الدهر ... ولا تثقي بالصبر مني عَلَى الهجر

وإني لصبّار عَلَى ما ينوى بني ... وحسبك أن الله أثنى عَلَى الصبر

ولست بنظّار إِلَى جانب الغنى ... إذا كانت العلياء فِي جانب الفقر

وأنشدنا أَبُو بَكْرِ بن الأنبارى، قَالَ: أنشدنا أَبُو العباس للمجنون:

أصلّي فما أدري إذا ما ذكرتها ... أثنتين صلّيت الضّحى أم ثمانيا

أراني إذا صلّيت يممّت نحوها ... بوجهي وإن كان المصلّى يمانيا

وما بي إشراك ولكنّ حبّها ... كعود الشّجا أعيا الطبيب المداويا

مطلب ما قالته نساء الأعراب تصف زوجها بمكارم الأخلاق لأمّها

وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍِ، رحمه الله، قَالَ: أَخْبَرَنَا عبد الرحمن، عَنْ عمه، قَالَ: وصفت أعرابية زوجها بمكارم الأخلاق عند أمها فقَالَت: يا أمّه، من نشر ثوب الثناء فقد أدّى واجب الجزاء، وفي كتمان الشّكر جحود لما وجب من الحق، ودخول فِي كفر النّعم، فقَالَت لها أمها: أي بنيّة! أطبت الثناء، وقمت بالجزاء، ولم تدعي للذم موضعاً، إني وجدت من عقل لم يعجل بذمٍّ ولا ثناء إلا بعد اختبار، فقَالَت: يا أمّه، ما مدحت حتى اختبرت، ولا وصفت حتى عرفت

وحَدَّثَنَا أيضاً عَنِ العكليّ، عَنِ ابن أبي خالد، عَنِ الهيثم، قَالَ: كتب مالك بن أسماء بن خارجة إِلَى الهيثم بن الأسود النخعي، يشكر له قيامه بأمر رجل من آل حذيفة بن بدر عند الحجّاج حتى خلّصه منه: أما بعد، فإنه لما كلّت الألسن عَنْ بلوغ ما استحققت من الشكر، كان أعظم الحيل عندي

<<  <  ج: ص:  >  >>