ويقَالَ: الزم أعداء الوادي أي نواحيه، قَالَ أَبُو نصر: العدوة والعدوة: السّاحة والفناء، وقَالَ غيره: العدوة والعدوة: جانب الوادي، وقَالَ الأصمعي يُقَال: نزلت فِي قومٍ عِدىً وعُدىً أي أعداءٍ، والعِدى أيضاً: الغرباء، وقَالَ أَبُو حاتم: العِدى: الأعداء، والعِدى: الغرباء، فأما عدىً فليس من كلام العرب إلا أن تدخل الهاء فتقول عاده، والعادي: العدوُّ، قَالَ الأصمعي: خاصمت بنت حلوى امرأةً فقَالَت: ألا تقومين؟ أقام الله ناعيك، وأشمت الله ربُّ العرش عاديك.
[جملة من شعر المغيرة بن حبناء]
وأنشدنا أَبُو بَكْرٍِ، قَالَ: أنشدنا أَبُو عثمان، عَنِ التوزي، عَنْ أبي عبيدة، للمغيرة بن حبناء:
خذ من أخيك العفو واغفر ذنوبه ... ولا تك فِي كل الأمور تعاتبه
فإنك لن تلقى أخاك مهذّباً ... وأيُّ امرئ ينجو من العيب صاحبه
أخوك الذي لا ينقض النأى عهده ... ولا عند صرف الدهر يزور جانبه
وليس الذي يلقاك بالبشر والرّضا ... وإن غبت عنه لسّعتك عقاربه
قَالَ: وقرأت عَلَى أَبِي بَكْرٍ، رحمه الله، للمغيرة:
إذا أنت عاديت امرأً فاظّفر له ... عَلَى عثرة إن أمكنتك عواثره
: اظّفر: افتعل من الظّفر وهو الوثب:
وقارب إذا ما لم تجد لك حيلةً ... وصمّم إذا أيقنت أنك عاقره
فإن أنت لم تقدر عَلَى أن تهينه ... فذره إِلَى اليوم الذي أنت قادره
وفي هذه القصيدة يقول:
وقد ألبس المولى عَلَى ضغن صدره ... وأدرك بالوغم الذي لا أحاضره
وقد يعلم المولى عَلَى ذلك أنني ... إذا ما دعا عند الشّدائد ناصره
وإني لأجزى بالمودّة أهلها ... وبالشر حتى يسأم الشر حافره
وأغضب للمولى فأمنع ضيمه ... وإن كان غشّاً ما تجنّ ضمائره
وأحلم ما لم ألق فِي الحلم ذلّةً ... وللجاهل العرّيض عندي زاجره