للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحَدَّثَنَا أَبُو عمر، عَنْ أبي العباس، أن ابن الأعرابي، قَالَ فِي بيت الكميت:

وما استنزلت فِي غيرنا قدر جارنا ... ولا ثفّيت إلا بنا حين تنصب

يقول: إذا جاورنا أحد لم نكلّفه أن يطبخ من عنده، بل يكون ما يطبخه من عندنا، بما نعطيه من اللحم حين ينصب قدره

وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍِ، رحمه الله، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو معمر عبد الأول، قَالَ: حَدَّثَنَا رجل من موالي بني هاشم، قَالَ: أذنب رجلٌ من بني هاشم ذنباً فعنّفه المأمون، فقَالَ: يا أمير المؤمنين، من كانت له مثل دالتي، ولبس ثوب حرمتي، ومتّ بمثل قرابتي، غفر له فوق زلّتي، فأعجب المأمون كلامه وصفح عنه

كتاب كلثوم بن عمرو إِلَى صديق له يستجديه

وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بن الأنباري، قَالَ: حَدَّثَنَا موسى بن عَلَى الختّليّ، قَالَ: حَدَّثَنَا زكريا بن يحيى الساجي، قَالَ: حَدَّثَنَا الأصمعي، قَالَ: حَدَّثَنِي بعض العتّابيين قَالَ: كتب كلثوم بن عمرو إِلَى صديق له: أما بعد أطال الله بقاءك، وجعله يمتدّ بك إِلَى رضوانه والجنة، فإنك كنت عندنا روضةً من رياض الكرم، تبتهج النفوس بها، وتستريح القلوب إليها، كنا نعفيها من النّجعة، استتماماً لزهرتها، وشفقةً عَلَى خضرتها، وادخاراً لثمرتها، حتى أصابتنا سنةٌ كانت عندي قطعةً من سني يوسف، واشتدّ علينا كلبها، وغابت قطتها، وكذبتنا غيومها، وأخلقتنا بروقها، وفقدنا صالح الإخوان فيها، فانتجعتك، وأنا بانتجاعي إياك شديد الشفقة عليك، مع علمي بأنك موضع الرائد، وأنك تغطّي عين الحاسد، والله يعلم أني ما أعدك إلا فِي حومة الأهل، واعلم أن الكريم إذا استحيا من إعطاء القليل، ولم يمكنه الكثير لم يعرف جوده، ولم تظهر همّته، وأنا أقول فِي ذلك:

ظلّ اليسار عَلَى العباس ممدود ... وقلبه أبداً بالبخل معقود

إن الكريم ليخفي عنك عسرته ... حتى تراه غنياً وهو مجهود

وللبخيل عَلَى أمواله عللٌ ... زرق العيون عليها أوجهٌ سود

إذا تكرمت عَنْ ٩ ولم ... تقدر عَلَى سعةٍ لم يظهر الجود

بثّ النوال ولا يمنعك قلّته ... فكل ما سدّ قفرا فهو محمود

<<  <  ج: ص:  >  >>