أما إنه لو كان غيرك أرقلت ... إليه القنا بالراعفات اللهاذم
ولكنه والله ما طلّ مسلماً ... كغرّ الثّنايا واضحات الملاغم
إذا هنّ ساقطن الأحاديث للفتى ... سقاط حصى المرجان من سلك ناظم
رمين فأقصدن القلوب ولن ترى ... دماً مائراً إلاّ جوى فِي الحيازم
يقَالَ: سنان لهذم ولسان لهذم أي حادّ، والملاغم: ما حول الفم، ومنه قيل تلغّمت بالطّيب إذا جعلته هناك، والمائر: السائل.
قَالَ: وأنشدنا أَبُو عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة، قَالَ: أنشدنا أَبُو العباس أحمد بن يحيى:
فما لك إذ ترمين يا أمّ مالك ... حشاشة قلبي شلّ منك الأصابع
لها أسهم لا قاصرات عَنِ الحشى ... ولا شاخصاتٌ عَنْ فؤادي طوالع
فمنهنّ أيام الشّباب ثلاثةٌ ... وسهمٌ طريرٌ بعد ما شبت رابع
قَالَ: وأنشدنا أَبُو بَكْرٍِ محمد بن السّريّ السّراج، قَالَ: أنشدني ابن الرّومي لنفسه:
لما تؤذن الدّنيا به من صروفها ... يكون بكاء الطّفل ساعة يوضع
علام بكى لمّا رآها وإنها ... لأرحب مما كان فيه وأوسع
قَالَ وأنشدنا أيضاً لنفسه:
يأيّها الرجل المسوّد شيبه ... كيما يعدّ به من الشّبّان
أقصر فلو سوّدت كلّ حمامةٍ ... بيضاء ما عدّت من الغربان
تفسير قوله تعالى: {وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْفَتْحُ} [السجدة: ٢٨] الآية
وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بن الأنبارى، فِي قوله جل وعز، {وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْفَتْحُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [السجدة: ٢٨] معناه متى هذا القضاء والحكم، وأنشد:
ألا أبلغ بني عصم رسولاً ... فإنّي عَنْ فتاحتكم غنيّ
معناه عَنْ محاكمتكم، ومن ذلك قول الله جل وعز: {رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ} [الأعراف: ٨٩] أي اقض بيننا وقَالَ الفراء وأهل عمان: يسمّون القاضي الفتّاح، فأما قوله جل عز: {إِنْ تَسْتَفْتِحُوا