وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍِ، قَالَ: حَدَّثَنِي الرياشي، قَالَ: حَدَّثَنِي الأصمعي، قَالَ: سمعت اعرابياً يمدح رجلا فقَالَ: كان والله ساعياً فِي طلب المكارم، غير ضال فِي معارج طرقها، ولا متشاغل بغيرها عنها
وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍِ، قَالَ: حَدَّثَنِي الرياشي، عَنِ الأصمعي، قَالَ: سمعت أعرابيا، يقول وفيهم أدوية السقام، فقرأن بالحدق السلام، وخرست الألسن: شيعنا الحي عَنِ المكارم
[حديث عثمان بن إبراهيم الخاطبي مع عمر بن أبي ربيعة]
وقرأت عَلَى عبد الله نفطويه، قَالَ: عثمان بن إبراهيم الخاطبي، فقَالَ لي بعد أن قرأت قطعة من الخبر فتبينه حَدَّثَنَا بهذا الخبر أحمد بن يحيى، عَنِ الزبير بن بكار، قَالَ: حَدَّثَنِي مصعب بن عبد الله، عَنْ عثمان بن ابراهيم الخاطبي، قَالَ: أتيت عمر بن أبي ربيعة بعد أن نسك بسنتين، فانتظرته فإذا هو فِي مجلس قومه بني مخزوم حتى إذا تفرق الناس عنه دنوت منه ومعي صاحب لي، فقَالَ لي: هل لك أن تنظر هل بقي من الغزل شيء فِي نفسه؟ فقلت: دونك، فقَالَ: يا أبا الخطاب، أحسن والله رسيان العذري، فقَالَ: وفيما ذا؟ قَالَ حين يقول:
لو جذ بالسيف رأسي فِي مودتها ... لمال لا شك يهوى نحوها راسي
فقَالَ عمر: أحسن والله! فقَالَ: يا أبا الخطاب، وأحس والله بجبة بن جنادة العذري، قَالَ: فيما ذا؟ قَالَ حين يقول:
سرت لعينك سلمى عند مغناها ... فبت مستهليا من بعد مسراها
فقلت أهلاً وسهلاً من هداك لنا ... إن كنت تمثالها أو كنت إياها
تأتي الرياح التي من نحو بلدتكم ... حتى أقول دنت منا برياها
وقد تراخت بنا عنها نوىً قذفٌ ... هيهات مصبحها من بعد ممساها
من حبها أتمنى أن يلاقيني ... من نحو بلدتها ناعٍ فينعاها
كيما أقول فراقٌ لا لقاء له ... وتضمر النفس يأسا ثم تسلاها
ولو تموت لراعتني وقلت لها ... يا بؤس للموت ليت الدهر أبقاها
فضحك عمر، وقَالَ: أحسن ويحه والله! للقد هيجتم عَلَى ما كان مني ساكنا، لأحدثنكم حديثا حلوًا: أنا منذ أعوامٍ جالسٌ إذ أتاني خالدٌ الخريت، فقَالَ: يا أبا الخطاب، مرَّ قبيلاً أربع يردن