للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يعد الناسبون إِلَى تميم بيوت المجد أربعةً كبارا يعدّون الرّباب وآل سعدٍ وعمراً ثم حنظلة الخيارا ويهلك وسطها المرئيّ لغواً كما ألغيت فِي الدية الحوارا قَالَ: فمر ذو الرمة بالفرزدق، فقَالَ: أنشدني ما قلت فِي المرئي، فأنشده القصيدة، فلما انتهى إِلَى هذه الأبيات، قَالَ الفرزدق: حسّ! أعد عَلَى، فأعاد، فقَالَ: تالله لقد علكهنّ أشدّ لحيين منك

[قصيدة الصلتان العبدي وقد جعلوا إليه الحكم بين الفرزدق وجرير أيهما أشعر]

وقرأت عَلَى أَبِي بَكْرِ بن دريد، رحمه الله، للصّلتان العبدي:

إن الصلتاني الذي قد علمتم متى ... ما يحكم فهو بالحق صادع

أتتني تميم حين هابت قضاتها ... فإني لبالفصل المبين قاطع

كما أنفذ الأعشى قضيّة عامر ... وما لتميم فِي قضائي رواجع

ولم يرجع الأعشى قضية جعفر ... وليس لحكمي آخر الدهر راجع

سأقضي قضاءً بينهم غير جائز ... فهل أنت للحكم المبين سامع

قضاء امرئ لا يتقي الشتم منهم ... وليس له فِي المدح منهم منافع

قضاء امرئ لا يرتشي في حكومة ... إذا مال بالقاضي أبّرشا والمطامع

فإن كنتما حكّمتماني فأنصتا ... ولا تجزعا وليرض بالحكم قانع

فإن تجزعا أو ترضيا لا أقلكما ... وللحق بين الناس راض وجازع

فاقسم لا آلو عَنِ الحق بينهم ... فإن أنا لم أعدل فقل أنت ظالع

فإن يك بحر الحنظلّيين واحداً ... فما يستوي حيتانه والضفادع

وما يستوي شمّ الذّرى والأجارع ... وليس الذّنابي كالقدامى وريشه

وما يستوي صدر القناة وزجّها ... وما يستوى فِي الكّف منك الأصابع

ألا إنما تحظى كليب بشعرها ... وبالمجد تحظى دارم والأقارع

ومنهم رءوس يهتدى بصدورها ... والأذناب قدما للرءوس توابع

أرى الخطفى بذّ الفرزدق شعره ... ولكن خيراً من كليب مجاشع

<<  <  ج: ص:  >  >>