وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا عبد الرحمن، عَنْ عمه، قَالَ: سمعت أعرابيا ذم رجلا فقَالَ: تسهر والله زوجته جوعا إذا سهر شبعا، ثم لا يخاف مع ذلك عاجل عار، ولا آجل نار، كالبهيمة أكلت ما جمعت، ونكحت ما وجدت: قوله: إذا سهر شبعا يعنى من شدة الكظة والامتلاء.
وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا السكن بن سعيد بن محمد بن عباد، عَنِ ابن الكلبى، قَالَ: قيل لرجل من حمير: ما العز فيكم؟ قَالَ: حوط الحريم، وبذل الجسم، ورعاية الحق، وقول الصدق، وترك التحلى بالباطل، والصبر عَلَى المثاكل، واجتناب الحسد، وتعجيل الصفد
[مطلب حديث عوف بن محلم مع عبد الله بن طاهر]
وحَدَّثَنَا عبد الله بن جعفر بن درستويه النحوى، قَالَ: حَدَّثَنَا ابن جوان صاحب الزيادى، قَالَ: قَالَ ابن محلم: كنت آتى عبد الله بن طاهر فِي كل سنة، وكانت صلتى عنده خمسة آلاف درهم، فأتيته آخر ما أتيته فشكوت إليه ضعفى ثم أنشدته:
أفى كل عامٍ غربة ونزوح ... أما للنوى من ونيةٍ فتريح
لقد طلح البين المشت ركائبى ... فهل أرين البين وهو طليح
وأرقنى بالرى نوح حمامة ... فنحت وذو الشجو الحزين ينوح
على أنها ناحت ولم تذر دمعة ... ونحت أسراب الدموع سفوح
وناحت وفرخاها بحيث تراهما ... ومن دون أفراخى مهامه فيح
عسى جود عبد الله أن يعكس النوى فتضحى عصا التسيار وهى طريح
فان الغنى مدنى الفتى من صديقه ... وعدم الفتى بالمقترين نزوح
فتوجع له عبد الله وقَالَ: صلتك عشرة آلاف درهم فِي كل سنة ولا تتعبن إلينا فإنها توافيك فِي منزلك إن شاء الله، ففعل
وأنشدنا أَبُو بَكْرِ بن الأنبارى، وأَبُو بَكْرِ بن دريد، كل واحد منهما عَلَى صاحبه من قصيدة توبة ابن الحمير: