النفي: ما تطاير عَنِ الرشاء وعن معظم القطر من الصغار، فشبه ما قطر عَلَى ظهره من الماء الملح ويبس بذلك، ومثله:
فما برحت سجواء حتى كأنما ... بأشراف مقراها مواقع طائر
سجواء: اسم ناقة.
ومقراها: محلبها، وإنما قيل له مقري لأنه قَالَ: وأشرافه: اعاليه فشبه ما عَلَى جوانب الإناء من رغوة اللبن بالمواقع، وهي المواضع التي تقع عليها الطير فترى سلوحها عليه مبيضة.
ما دار بين عمر بن أبي ربيعة، وفتى من قريش يكلم جارية فِي الطواف
وحَدَّثَنَا أَبُو عبد الله، قَالَ: أَخْبَرَنَا أحمد بن يحيى، عَنِ الزبير أن عمر بن أبي ربيعة نظر إِلَى فتى من قريش يكلم جارية فِي الطواف فعاب ذلك عليه فذكرها أنها ابنة عمه، فقَالَ: ذلك أشنع لأمرك، فقَالَ: إني أخطبها إِلَى عمي، وإنه زعم أنه لا يزوجني حتى أصدقها أربعمائة دينار وأنا غير قادر عَلَى ذلك، وذكر من حاله وحبه لها وعشقه، فأتى عمر عمه فكلمه فِي أمر، فقَالَ: إنه مملق وليس عندي ما أحتمل صلاح أمره، فقَالَ عمر: وكم الذي تريد منه؟ فقَالَ: أربعمائة دينار، قَالَ: فهي عَلَى فزوجه منها، ففعل ذلك.
وكان عمر حين أسنّ حلف ألا يقول شعراً إلا أعتق رقبة، فانصرف إِلَى منزله يحدّث نفسه، فجعلت جاريته تكلمه ولا يجيبها، فقَالَت: إن لك لشأناً، وأراك تريد أن تقول شعراً، فقَالَ:
تقول وليدتي لما رأتني ... طربت وكنت قد أقصرت حيناً
أراك اليوم قد أحدثت أمراً ... وهاج لك الهوى داءً دفينا
وكنت زعمت أنك ذو عزاء ... إذا ما شئت فارقت القرينا
لعمرك هل رأيت لها سمياً ... فشاقك أم رأيت لها خدينا
ويروي
بربك هل أتاك لها رسولٌ فشاقك. . . . . . .
فقلت شكا إِلَى أخٌ محبٌ ... كبعض زماننا إذ تعلمينا