قَالَ: فألقيته عليها، فقَالَت فِي سرعة:
وعاتبوه فذاب عشقاً ... ومات وجداً فكان ماذا
قَالَ أَبُو السمراء: فاشتريتها بألف دينار وحملتها إليه فماتت فِي الطريق قبل أن تصل إليه، فكانت إحدى الحسرات إليه
وقرأنا عَلَى أَبِي بَكْرٍ، لابن ميادة وهو الرمّاح بن الأبرد:
تبادر العضاه قبل الاشراق ... بمقنعاتٍ كقعاب الأوراق
المقنع: الفم الذي يكون عطف أسنانه إِلَى داخل الفم، وذلك القوي الذي يقطع به كل شيء، فإذا كان انصبابها إِلَى الخروج فهو أدفق وذلك ضعيف لا خير فيه.
والقِعاب: جمع قعب.
والأوراق جمع ورِقِ وهو الفضة، يريد: أنها أفتاء فأسنانها بيضٌ لم تقلح، أي لك تصفر.
: وقد رد ما ذكرناه، وهو قول الأصمعي، ابن الأعرابي، فقَالَ يقول:
بادرت العضاه برءوس ضخام ... كأنها قعاب ورق كبراً
وقَالَ: قد تكون قعاب الورق سودا.
: ويفسدها ما ذهب إليه قوله: كأنها قعاب الورق كبرا، لأن قعب القدح صغير فكيف يشبه رءوسها بالقعاب فِي الكبر.
فأما قوله: قد تكون قعاب الورق سوداً بمبطل لما قَالَ الأصمعي، لأن الورق لا يكون أسود إلا بتغير لونه بالإحراق، وما كانت العرب تعرف المحرق من الفضة، ومع هذا فلا نستعمل أحد قدحا من الفضة سوداء وحدها وإنما يجري السواد فِي البياض.
[مطلب الكلمات التي تعاقب الصاد الضاد]
قَالَ يعقوب بن السكيت: يُقَال: عاد ضئضئه وصئصئه، أي إِلَى أصله والهمز الأصل، وأنشد: أنا من ضئضئ صدقٍ بخ ومن أكرم حدل من عزاني قَالَ به به سنخ ذا أكرم أصل الحذل: الحِجْر.
وقَالَ اللحياني: بخ بخ، وبه به، يُقَال للإنسان إذا عظم.