للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أن لك من دنياك، ما أصلحت به مثواك، فأنفق فِي حقِّ، ولا تكونن خازناً لغيرك.

وإذا كان الغدر فِي الناس موجوداً، فالثقة بكل أحد عجز، إعرف الحق لمن عرفه لك.

واعلم أن قطيعة الجاهل، تعدل صلة العاقل.

قَالَ: فما رأيت كلاماً ما أبلغ منه، فقمت وقد حفظته

وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا عبد الرحمن، عَنْ عمه، قَالَ: ذكر أعرابي قوماً فقَالَ: أدبتهم الحكمة، وأحكمتهم التجارب، ولم تغررهم السلامة المنطوية عَلَى الهلكة، وجانبوا التسويف الذي به قطع الناس مسافة آجالهم، فذلت ألسنتهم بالوعد، وانبسطت أيديهم بالإنجاز، فأحسنوا المقَالَ، وشفعوه بالفعال

وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو حاتم، عَنِ الأصمعيّ، قَالَ: رأيت أعرابياً يصلي وهو يقول: أسألك الغفيرة، والناقة الغزيرة، والشّرف فِي العشيرة، فإنها عليك يسيرة

حديث الجارية التي اشتراها أَبُو السمراء لعبد الله بن طاهر

وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بن الأنبارى، رحمه الله، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بن عَلَى المديني، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الفضل الرَّبعي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو السمراء، قَالَ: دخلت منزل نخَّاس فِي شراء جارية فسمعت فربيت بإزاء البيت الذي كنت فيه صوت جارية وهي تقول:

وكنا كزوجٍ من قطّا فِي مفازة ... لدى خفض عيشٍ معجبٍ مونقٍ رغد

أصابهما ريب الزمان فأفردا ... ولم نر شيئاً قطُّ أوحش من فرد

فقلت للنَّخَّاس: اعرض عَلَى هذه الجارية المنشدة، فقَالَ: إنها شعثة مرهاء حزينة، فقلت: ولمَ ذلك؟ قَالَ: اشتريتها من ميراث فهي باكية عَلَى مولاها، ثم لم ألبث أن أنشدت:

وكنا كغضي بانة وسط روضة ... نشم جني الرَّوضات فِي عيشةٍ رغد

فأفرد هذا الغصن من ذاك قاطعٌ ... فيا فردةً باتت تحنّ إِلَى فرد

قَالَ أَبُو السمراء: فكتبت إِلَى عبد الله بن طاهر أخبره بخبرها، فكتب إِلَى أن ألقِ عليها هذا البيت فإن أجابت فاشترها ولو بخراج خرسان، والبيت:

بعيد وصلٍ قريب صدٍّ ... جعلته منه لي ملاذا

<<  <  ج: ص:  >  >>