للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأنشدنى أَبُو بَكْرِ بن دريد، رحمه الله، لبعض الأعراب:

إنى حمدت بنى شيبان إذ خمدت ... نيران قومى وشبت فيهم النار

من تكرمهم فِي المحل أنهم لا ... يعرف الجار فيهم أنّهُ جار

حتى يكون عزيزاً من نفوسهم ... أو أن يبين جميعاً وهو مختار

كأنه صدع فِي رأس شاهقةٍ ... من دونه لعتاق الطير أوكار

وأنشدنى أيضاً:

نزلت عَلَى آل المهلب شاتيا ... غريباً عَنِ الأوطان فِي زمن المحل

فما زال بى إكرامهم وافتقادهم ... وإلطافهم حتى حسبتهم أهلي

ويروى: واقتفاؤهم، وهو الإيثار

تفسير ما جاء من الغريب فِي وصف الشاب الفرس الَّذِي اشتراه

وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْر، قَالَ: حدثتني عمى، عَنْ أبِيهِ، عَنِ ابن الكلبى، قَالَ: ابتاع شاب من العرب فرسا، فجاء إِلَى أمه وقد كف بصرها، فقَالَ: يا أمى، إنى قد اشتريت فرسا، فقَالَت: صفه لى، قَالَ: إذا استقبل فظبى ناصب، وإذا استدبر فهقل خاضب، وإذا استعرض فسيد قارب، مؤلل المسمعين طامح الناظرين، مذعلق الصبيين، قَالَت: أجودت إن كنت أعربت، قَالَ: إنه مشرف التليل، وسبط الخصيل، وهواه الصهيل، قَالَت أكرمت فارتبط: الناصب: الَّذِي نصب عنقه، وهو أحسن ما يكون.

والهقل: الذكر من النعام، والأنثى هقلة.

والخاصب: الَّذِي أكل الربيع فاحمرت ظنبوباه وأطراف ريشه.

والسيد: الذئب.

ومؤلل: محدد، ولألة: الحربة، وجمعها إلال، والإل: العهد، والإل: القرابة، قَالَ حسان بْن ثابت رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: لعمرك إن إلك من قريش كإل السقب من رأل النعام والإل: اللَّه تبارك وتعالى، وفى حديث أَبِي بَكْر رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: هذا كلام لم يخرج من إل ومنه قولهم: جبرئل، والأل: الأول

وأنشدنا أَبُو بَكْرِ بن دريد، رحمه الله:

<<  <  ج: ص:  >  >>