للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الدو: المستوي من الأرض وقوله: ككف المشتري يعني إذا بسط كفه فصفَّق براحته عَلَى راحة بائعه إذا إشترى منه علقاً، والبساط: الأرض الواسعة، لأخماس: سير الأخماس وهو جمع خمس، والخِمس: ورود الماء فِي اليوم الخامس.

[حديث الخيار بن أوفى النهدي مع معاوية]

وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍِ، رحمه الله، قَالَ: حَدَّثَنَا العكلي، عَنْ أبي خالد، عَنِ الهيثم بن عدي، قَالَ: دخل الخيار بن أوفى النَّهدي عَلَى معاوية فقَالَ له: يا خيار، كيف تجدك وما صنع بك الدهر؟ فقَالَ: يا أمير المؤمنين، صدع الدهر قناتي، وأثكلني لداتي، وأوهى عمادي، وشيب سوادي، وأسرع فِي تلادي، ولقد عشت زمناً أُصبي الكعاب، وأسر الأصحاب، وأُجيد الضّراب، فبان ذلك عني، ودنا الموت مني، وأنشأ يقول:

غبرت زماناً يرهب القرن جانبي ... كأنّي شتيمٌ باسل القلب خادر

يخاف عدوي صولتي ويهابني ... ويكرمني قرني وجاري المجاور

وتصبي الكعاب لمتى وشمائلي ... كأني غصنٌ ناعم النبت ناضر

فبان شبابي واعترتني رثيةٌ ... كأني قناةٌ أطّرتها المآطر

أدبُ إذا رُمت القيام كأنني ... لدى المشي قوم قيده متقاصر

وقصر الفتى شيبٌ وموتٌ كلاهما ... له سائق يسعى بذاك وناظر

وكيف يلذّ العيش من ليس زائلاً ... رهين أمورٍ ليس فيها مصادر

فقَالَ معاوية: أحسنت القول، واعلم أن لها مصادر، فنسأل الله أن يجعلنا من الصادرين بخير، فقد أوردنا أنفسنا موارد نرغب إِلَى الله أن يصدرنا عنها وهو راضٍ

وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍِ، رحمه الله، قَالَ: أَخْبَرَنَا عبد الرحمن، عَنْ عمه، قَالَ: قدم علينا البصرة رجل من أهل البادية شيخ كبير، فقصدته فوجدته يخضب لحيته، فقَالَ: ما حاجتك؟ فقلت: بلغني ما خصك

<<  <  ج: ص:  >  >>